كان القول الفصل للنخبة العسكرية القوية في تحديد مصير الثورة في كل من مصر وتونس لكن في ليبيا فإن التركيبة القبلية هي التي يمكن أن يكون بيدها تحديد مآل الأحداث هناك. ويقول خبراء إن العقيد معمر القذافي اعتمد منذ زمن طويل علي قبيلة القذاذفة الصغيرة التي ينتمي إليها في ضخ العناصر إلي النخبة من الوحدات العسكرية وضمان أمنه الشخصي وأمن حكومته. لكن من غير المرجح أن يكون هذا كافيا لتأمين البلاد. والأهم من ذلك القبائل الأكبر التي تم دمجها في حكمه مثل قبيلة ورفلة التي يقدر عدد أفرادها بنحو مليون من بين أكثر من ستة ملايين نسمة هم سكان ليبيا. وتشير بعض الشائعات إلي أن ضراوة الحملة القمعية التي شنها القذافي علي شعبه ربما تكون قد دفعت بالفعل زعماء قبليين لتحويل ولائهم. وأصدر هذا الأسبوع أعضاء بارزون في قبيلة ورفلة بيانات يرفضون فيها القذافي وحثوه علي مغادرة ليبيا. وقالت عاليا براهيمي رئيسة برنامج شمال افريقيا في كلية لندن للاقتصاد' في ليبيا النظام القبلي هو الذي سيكون في يده توازن القوي وليس الجيش.' وأضافت' أعتقد أنه ستكون هناك انشقاقات من بعض القبائل الرئيسية إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل. يبدو أنه فقد السيطرة بالفعل علي شرق البلاد حيث لم يكن يحظي بالشعبية قط ولم يتمكن من تعزيز سلطاته بشكل كامل.' ويضم شرق ليبيا الجزء الأكبر من احتياطي النفط في البلاد. وقال مراسل لرويترز أمس الأول إن قوات القذافي تخلت فيما يبدو عن مواقعها علي الحدود مع مصر والتي أصبحت الآن في أيدي رجال مسلحين بالهراوات وبنادق الكلاشينكوف يقولون إنهم معارضون لحكمه. ولم يتضح علي الفور لحساب من يعمل هؤلاء أو ما إذا كانوا يعملون لحساب أي جهة. وفي حين أن نمط الحياة القائم علي الرعي والشكل القبلي تراجع في ليبيا في مواجهة عمليات التحول إلي الحضر التي مولتها أموال النفط فيقال إن هياكل السلطة التقليدية ما زالت قوية تحت السطح الظاهر.