شطة اسم كبير في الأهلي منذ أن كان لاعبا, ومازال عشاق الأهلي الكبار في السن يتذكرونه جيدا ويتذكرون لمساته وتحركاته وشكله وشعره.. الكل يذكر له أنه راقب فاروق جعفر كظله في مباريات القطبين الكبيرين, قال له المجري هيديكوتي إنه لا يصلح للعب لنحافته لكنه غير وجهة نظره وأثبت عكس ذلك وحفر اسمه في تاريخ نجوم الأهلي, وأثني عليه الراحل محمود الجوهري, وأجاد في وسط الملعب مع المارد الأحمر, وصال وجال, شطة كما هو معلوم اسم الشهرة واسمه الحقيق محمد عبد المنعم لاعب الأهلي ومنتخب السودان الأسبق, ورئيس الإدارة الفنية في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فتح قلبه لالأهرام المسائي حول الكثير من القضايا الرياضية.. وكان معه هذا الحوار.. بداية..مارأيك في الأزمة التي يمر بها الأهلي حاليا ومن القادر علي توظيف اللاعبين؟ الواقع يقول إن الوضع في الأهلي تغير بدليل أن لاعبي الأهلي لم يعودوا يحترم بعضهم البعض, فهناك لاعبون صغار تأثروا بلاعبين كبار, مشادات كثيرة, ولم يكن هناك احترام متبادل بينهما, فاللاعب الكبير لا يمكنه أن ينفعل إلا وقد انفعل عليه الصغير, أمثلة كثيرة, حسام غالي وعماد متعب, فتجب السيطرة علي اللاعبين في هذا التوقيت, يعني لاعب لم يلعب في الأهلي غير سنة واحدة أو سنتين, ويحتك بمدربه ومديره الفني, بهذا الشكل بسبب الاحتراف الذي أتلف السلوكيات, منافسات دائما من أجل الصراع, كل واحد يفتكر نفسه هو الأحق والصواب دائما, عندما تولي حسن حمدي منصب مدير الكرة علي أيامنا, لم نجرؤ التعدي عليه لفظيا, ولكن عندما تولي وائل جمعة حدثت بعض الاحتكاكات لم نرها يوما من الأيام داخل الأهلي, المشكلة لم تكن بسبب قلة خبرة جمعة, واللاعب الذي احتك معه, شعر بأنه أقدم منه لم تكن موجودة في زمن الهواة, كل واحد يأخذ من الجيل اللي قبله, لتوجد خطوط عريضة واضحة, لا يمكننا التعدي عليها, الخطوط الحمراء الآن أصبحت بيضاء. فترة الإحلال والتجديد بالأهلي.. ما الذي ينقصه حتي يرجع لسابق عهده؟ عليهم التحلي بالصبر, ووجود جهاز فني قوي, وتطبيق لوائح قوية واضحة, من خلال الثواب والعقاب. هل يتكرر عهد حسن حمدي وصالح سليم؟ لن يتكرر هذا الجيل إطلاقا, ليس لأن المتواجد أقل, بل الأخلاقيات والسلوكيات تغيرت تماما, المصري في صراعات واضحة داخل الوسط الرياضي وخارجه, والدليل علي ذلك مجلس الشعب الحالي, لا يوجد احترام بين النواب وبعضهم, نتيجة الديمقراطية غير الموجودة. عملت مساعد مدرب للعديد من المدربين.. لماذا ابتعدت الفترة الأخيرة هل بخاطرك أم أحد كان وراء ذلك؟ لم أبتعد عن الكرة ولكن ظروف عملي كرئيس للإدارة الفنية في الكاف تحكمني, منذ عام2002 لا أستطيع الجمع بين التدريب وهذه الوظيفة, مهمتي شبه تنظيمية لتطوير أداء كرة القدم في القارة الإفريقية, أحتاج لوقت كامل وعقلية مختلفة عن عقلية التدريب, عقلية التطوير أثقلت نفسي, وعملت واحتككت مع الاتحادات القارية والدولية, وأصبحت عضو لجنة فنية في الاتحاد الإفريقي واكتسبت خبرات عديدة للغاية, وبالتالي لا يمكن أن أرجع للتدريب أثناء تواجدي في الكاف, ولكن ممكن الرجوع بعد تركي لهذا المكان, التدريب هواية وأصبح الآن جزءا من سلوكياتنا وحياتنا اليومية, وكرة القدم موجودة معي, مازلت أعمل في التدريب من خلال تعليمي للمدربين وتأهيلهم. من صاحب اكتشافك كمدرب؟ محمود السايس, والدكتور عمرو أبوالمجد, دفعاني للتدريب, بعد اعتزالي, لم أكن أنوي الدخول في مجال التدريب, ولكنهما أقنعاني من خلال مساعدتهما, من خلال وجودهما في قطاع الناشئين, وكنت مهندسا وأريد الدخول في مجال آخر, تحضير مادة تعليمية للمدربين, واشتغلت بمجال الصورة والصوت. عاصرت العديد من المدربين المصريين والأجانب.. من تراه الأنسب للكرة المصرية؟ المدرب هو المدرب, هل يستطيع المدرب المصري امتصاص غضب الجماهير والاحتكاكات في حالة الخسارة, الأجنبي لا يختلط في الحالة الاجتماعية, لا يستطيع الذهاب إلي عمله, والمشي في الشارع, بسبب ضغوط شديدة, المدرب المصري أفضل وأكفأ من المدربين الأجانب, مرورا بظروف صعبة للغاية, خلقت منهم مدربين عالين, علي قدر كبير من الوعي, المدرب الذي يدرب الأهلي يجد كل الظروف سهلة أمامه ويحاول أن يعمل في جو صحي, عندما يذهب للعمل في أندية أخري, يفشل عندما لم يجد جوا مهيئا للعمل, والدليل علي ذلك تسوبيل, فشل في الجونة وهبط به درجة ثانية, كان مع الأهلي يحرز بطولات كثيرة, النظام في الأهلي ينجح أي أحد. كيف تري الفرصة التي منحها الأهلي لأولاده لتولي تدريبه ؟ زيزو لم يأخذ فرصته كاملة في هذه الفترة فقط, وعندما درب مع الجوهري عام1982 كان مديرا للكرة, ولأول مرة تتاح له الفرصة ونجح في ظل ظروف صعبة جدا, فتحي مبروك عمل في قطاع الناشئين, ومن الوارد الفوز والهزيمة, وحسام البدري عمل مساعدا مع جوزيه لفترة طويلة أهلته للقيادة بمفرده, المدربون الثلاثة واجهتهم الصعوبات بعد المكسب والخسارة, والدليل علي ذلك فتحي مبروك, عندما خسر رحل, والبدري عندما تأزمت معه الأمور ترك النادي وذهب لليبيا, زيزو كان يعلم تماما أنه سيرحل عن النادي بالرغم من نجاحه في هذه الفترة القصيرة, وأنه سيظلم مع الوقت, بسبب تعادل الأهلي ثلاث مباريات متتالية, فقد فيهما الثقة سريعا, بعدما كان مدربا عظيما في نظر الجمهور, أنا ومختار مختار ومحمد عمار وماهر همام وإكرامي, دربنا النادي لكننا لم ندرب الفريق الأول, لأن الظروف هي التي تخدم المدربين, محمد يوسف تولي القيادة بمفرده, عندما رحل المدرب وأعطوه فرصة, النجاح وضغط الجمهور والانتصارات معادلة صعبة جدا مع المدرب المصري, مدربو الأهلي والزمالك زمان كانت فرصتهم طويلة من خلال3 6 شهور, والآن أصبحوا يتحملون تلك الضغوط, الأجنبي أصبح الآن مثل المصري, أصبحت عنده نفس العقدة, خوفا من رحيله في منتصف الموسم. لماذا يتعاقد الأهلي مع مدربين بالملايين وأولاده موجودون بالملاليم؟ بسبب الضغوط التي تواجه المدرب المصري, أعلم تماما أن زيزو بعد فوزه في مباراة الزمالك والأهلي سعي بكل الأحوال للبحث علي مدير فني أجنبي, لكي يزيح الضغوط من عليه, في حالة الخسارة, وكانت رؤية مجلس الإدارة, ابتعاده عن الفشل في قطاع الكرة, ولكنه سلم الراية مرتفعة, مفيش حد صبر علي المدرب المصري, زيزو تعادل ثلاث مباريات وأصبح فارق النقاط هو المتسبب في فقدان تلك النقاط, لا يثقون في قدراته الفنية, لأنهم يريدون الفوز دائما, وهذه معادلة في غاية الصعوبة, وأنا غير راض تماما علي مجيء مدرب بهذا المبلغ المبالغ فيه, الأهلي يستطيع تحقيق البطولات بأي مدرب, وخلق نتائج جيدة, لا نحتاج لمدرب بملايين, نحتاج لمدرب ذي فكر, لا يوجد مدرب أجنبي أتي لمصر ولم يستطع تحقيق بطولات, إلا جاريدو وبيسيرو, المدرب الغالي لن ينقل الكرة المصرية للعالمية, من ينقلها للعالمية البنية الأساسية, والشكل العام للدوري, وانتظام المسابقة, ليس مدربا عظيما أن يلعب دوري دون جمهور. الكرة دون جمهور..كيف تراها وهل مع عودتهم الآن؟ - المشكلة هل سيلتزمون في عودتهم, أم لا, هناك حرب علي الجمهور, لازم ضمانات تحكم عودتهم, والسؤال هل الجمهور يذهب إلي المباراة من أجل الاستمتاع أم للمشاغبة؟!, عودتهم ضرورية والغريب أنه بالرغم من عدم وجود جماهير, ومستوي الأداء عال جدا, هل الجمهور هو من يساعد علي هذا التنافس, وهل الجمهور المتسبب في وجود7 فرق أو8 يلعبون الكرة علي أعلي مستوي, مندهش من عدم وجود جمهور في كرة القدم, والمستوي تحسن, معادلة في منتهي الصعوبة, ومن المفترض أن يرفع الجمهور من مستوي الأداء, ظاهرة لم تحدث في أندية كثيرة لعبت تحت ضغوط الجماهير, هل الجمهور يضعف أداء الفرق الأخري التي تواجه الأهلي والزمالك, اللاعبون الآن أصبحوا علي قدر كبير من الوعي والأداء العالي فنيا وتكتيكيا مثل المقاصة والإنتاج والإسماعيلي, والداخيلة وسموحة. عملت في قطاع الناشين.. من اللاعبين الذي اكتشفت بزوغ نجمهم؟ حسام غالي وأسامة حسني وعماد متعب, ووائل رياض وإبراهيم سعيد, وأسامة حسن وأحمد إكرامي رحمه الله وأحمد سمير فرج, ولاعبون كثيرون هم نجوم كبار حاليا في فريقهم.