إن الأصل في الإعلام أن يكون هادفا جذابا, ولكي يتحقق ذلك لابد من أمور تتعلق بالمعلومة التي ينقلها الإعلام, ولابد من أمور تتعلق بالإعلامي الناقل لهذه المعلومة, ولابدمن أمور تتعلق بالوسائل الإعلامية المتنوعة المنقول بها تلك المعلومة. أما الأمور التي تتعلق بالمعلومة فمن أهمها: أن تكون الكلمة الناقلة لتلك المعلومة جذابة, مرصعة بألفاظ الأخوة, والمحبة, والاهتمام, كما يجب أن تكون عباراتها واضحة بينة معبرة صادقة, ممزوجة بالرحمة والعطف والنصح, لأنها مفتاح القلوب والعقول, وقد حثنا الله تعالي علي ذلك بقوله عز وجل:( ادع الي سبيل ربك بالحكمة, والموعظة الحسنة, وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي لموسي وهارون عليهما السلام في دعوة فرعون:( فقولا له قولا لينا). ومنها: أن تكون المعلومة قائمة علي الترغيب والتبشير قبل الترهيب والإنذار, وأن تكون بعيدة عن الخطاب التيئيسي والتقنيطي, والتبكيتي, وأن تكون علي أساس الرجاء لا الخوف, لأن الهدف دفع الناس باتجاه الجنة لا باتجاه النار قال الله تعالي:( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) وفي الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي موسي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم في صحيحه بسنده عن أبي موسي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال:( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) ومنها: أن تكون المعلومة لمشاركة الناس في مصابهم, أو مشاكلهم, أو همومهم, أو متابعتهم, للتخفيف عنهم بما يناسب الواقع المستجد, إذ أسوأ ما يمكن تصوره أن يكون الناس في واد, وما يبث وينشر في واد آخر, قال تعالي:( وتعاونوا علي البر والتقوي) والبلاغة: مطابقة الكلام لمقتضي حال المخاطبين. ومنها: ضرورة التركيز علي البرامج الحوارية الهادفة لإبراز وجهات النظر بطرق حضارية, تعتمد علي الأمثلة الواقعية, وعلي أصول الإقناع في الكلام المقروء أو المسموع, قال الله تعالي:( وجادلهم بالتي هي أحسن). ومنها: الاستفادة من المذاهب التشريعية الفقهية المتنوعة التي تميز بها ديننا, والتي تلقفها العلماء بالقبول, فيجب التوسعة علي الناس في ضوء هذه المذاهب, وعدم حصرهم في فتوي يتيمة في زمن تزداد فيه الحياة تعقيدا, مستمدين ذلك من فعل أفضل الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حيث لم يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما, وقد قال الله تعالي له:( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) ويتحقق ذلك بتفعيل ما يسمي بالفقه المقارن, فان له نتائج باهرة. ومنها: توجيه الخطاب الإعلامي للناس كل دون تخصيص, فالنفس البشرية جبلت علي حب من أحسن اليها, وتخصيص الخطاب عزل للباقي, قال الله تعالي:( وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا, ولكن أكثر الناس لا يعملون) ومنها: التركيز علي أن الاسلام دين الفطرة, والتعددية, دين الحوار والمنطق, والدليل, والبرهان, ولا تناقض فيه, يخاطب العقل والروح, جاء رحمة للناس, جاء ليصلهم بخالقهم الذي أعد لهم جنات عرضها كعرض السماوات والأرض. رئيس قطاع أصول الدين بكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر