عاش محمد الشهير بلقب الجفجافي وسط قبيلة بدوية لها أصولها وعاداتها الحميدة ويرفضون تماما أي فرد بينهم يخرج عن طوعهم هكذا تعاملوا معه عندما تأكدوا من انحرافه ودخوله عالم تجارة المخدرات. وبدأ نشاطه الآثم في حدود ضيقة ثم ما لبث واتسعت علاقاته بالكبار من تجار الكيف لطرحها لزبائنهم دون أن يكتشف أحد أمره وينقل البودرة باستخدام سيارته الملاكي ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من إلقاء القبض عليه والعثور علي كمية كبيرة من الهيروين بحوزته وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما عن ظهور عدد من البؤر المتحركة والثابتة في بعض المناطق بالمراكز والمدن يتردد عليها تجار الكيف لشراء المخدرات. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد محمود علي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء محمود عبد اللطيف ومحمود عز ومحمد سعد وهاني الغندور ودلت التحريات أن المدعو محمد الشهير بلقب الجفجافي26 سنة-عاطل- يسكن في شمال سيناء ليس له سجل جنائي سيئ السمعة يقوم بجلب الهيروين من العصابات الدولية المرابطة علي الحدود الشرقية ويعيد بيعه بالجملة لتجار الكيف بعد تهريبه عن طريق المعابر المائية علي قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة له ونجحوا في الوصول إليه واتفقوا معه علي شراء كميات كبيرة من البودرة وقتها سال لعابه وفرح من قلبه بالصفقة التي سوف يبرمها وعند تحديد موعد التسليم والتسلم كانوا في انتظاره عند كوبري العبل لحظة قدومه مستقلا سيارته التي تحمل رقم28375 ملاكي الإسماعيلية وبهدوء أمسكوا به وبتفتيش مركبته عثروا في مخزن سري علي أربعة قوالب مخدر الهيروين يبلغ وزنها كيلو جراما وبدون مقاومة تم اصطحابه لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط اعترف تفصيليا بالإتجار في المخدرات وبعرضه علي كريم علاء وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوي مدير نيابة التل الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.