تقريران متضاربان في واقعة تسمم المياه بالشرقية

وزارة الصحة: تعطل المعالجة و إهمال الموظفين وراء كارثة الإبراهيمية.. وكلية الهندسة تبرئ العاملين بالمحطة

انتهت نيابة شمال الزقازيق الكلية بإشراف المستشار وليد جمال المحامي العام لنيابات شمال الشرقية من التحقيقات في واقعة تسمم مياه الشرب بمدينة الإبراهيمية مما أدي إلي إصابة600 من الأهالي واستعجلت النيابة التحريات النهائية لمباحث الأموال العامة للتصرف في القضية وإحالتها للمحاكمة.
وكشفت التحقيقات وجود اختلاف كبير بين تقرير وزارة الصحة وتقرير اللجنة المشكلة من أساتذة كلية الهندسة بجامعة الزقازيق, حيث حمل تقرير وزارة الصحة المسئولين عن مياه الشرب بالشرقية المسئولية عن تلوث المياه وهو ما أيدته أقوال المصابين. وكشف التقرير عدم مطابقة عينات المياه المأخوذة من المحطة للمواصفات, حيث أكدت التحاليل زيادة العدد البكتيري ووجود البكتريا القولونية بمياه الشرب والتي من الممكن أن تؤدي إلي أعراض مماثلة لتلك الأعراض الشائعة بين حالات النزلات المعوية بالإبراهيمية, في الوقت الذي أكد تقرير اللجنة المشكلة من خبراء كلية الهندسة أقوال المسئولين عن المحطة وبرأ ساحتهم من التهم الموجهة إليهم بالإهمال والتسبب في إصابة الأهالي. وباشرت النيابة التحقيقات علي مدار10 أشهر استمعت خلالها نيابة الإبراهيمية إلي أقوال أكثر من100 مصاب, كما استمعت إلي أقوال عدد من ضباط الشرطة والأطباء والمسئولين عن محطة الشرب والعاملين فيها قبل أن تتم إحالة ملف القضية إلي نيابة شمال الزقازيق الكلية, حيث حققت النيابة مع فني المعمل وعاملي التشغيل المسئولين عن محطة مياه الشرب بمدينة الإبراهيمية وقررت حبسهم4 أيام علي ذمة التحقيقات بتهمة الإهمال عقب ثبوت إدانتهم طبقا لتقرير اللجنة المشكلة من وزير الصحة ثم قررت إخلاء سبيلهم عقب تسلمها تقرير لجنة كلية الهندسة المكلفة من قبل النيابة العامة بفحص المحطة والذي أكد عدم مسئوليتهم عن الواقعة.
بدأت تفاصيل الواقعة ببلاغ تلقاه مأمور مركز شرطة الإبراهيمية في نهاية شهر أبريل الماضي باستقبال مستشفي الإبراهيمية حالات متنوعة ما بين رجال وسيدات وأطفال مصابين بنزلات معوية متشابهة وقيء وإسهال وأرجع الأهالي سبب ذلك إلي مياه الشرب وتبين أنهم من أماكن متفرقة بمركز الإبراهيمية, فيما بلغ عدد المصابين طبقا لبيان صادر من مديرية الصحة بالشرقية600 حالة تماثلوا جميعا للشفاء.