أشرف اشتهر باسم أبو منة العرباوي لم ينل حظه من التعليم وخرج مبكرا يبحث عن مصدر للرزق بمحل إقامته بالحسينية شرقية وظل يتنقل من حرفة الي أخري وفشل في اتقان أي منها لفقدانه التركيز في العمل وسهره الدائم لساعات متأخرة من الليل وادمانه المواد المخدرة التي أصبح لا يستطيع أن يفارقها حتي عندما تزوج وأنجب أطفالا صغارا ظل يتعاطي أصنافها المختلفة, وتراكمت الديون عليه وقتها لعب الشيطان برأسه وصمم علي دخول عالم الاتجار في المخدرات من أوسع أبوابه وقام بالاتصال ببعض المصادر السرية التي دبرت له الكميات اللازمة من الهيروين الخام. وبدأ يفتح سوقا له في أماكن متعددة وسقط في قبضة الأجهزة الأمنية خمس مرات في قضايا مخدرات وانتهي به الحال للتعرف علي سيدة مطلقة مدمنة مثله واتفق معها علي التوجه لمنطقة الاسماعيلية القريبة من الحدود مع مدينة العاشر من رمضان لجلب البودرة منها بالجملة وأقنعته بتحقيق مكسب مادية في هذا المكان الحيوي بخلاف الحصول علي الهيروين نتيجة قدرتها علي حقن المدمنين وتحقيق عائد مادي مرتفع واشترطت عليه توفير الحماية الأمنية ويكون في ظهرها حتي لا تتعرض لأي مكروه وأشاع وسط المترددين علي هذه البؤرة أنها زوجته وبالفعل حقق الاثنان ما أرادا وانتفخت جيوبهما بالمال الحرام وعاشا سويا في نعيم لكن حالتهما الصحية ظلت متدهورة وظل الشحوب علي وجههما من كثرة إدمان البودرة وأصبح همهما الوحيد هو ترويج هذا المخدر في محيط سكنهما الجديد بمدينة المستقبل ودعوة عملائهم للتعامل معهما في أي وقت يريدونه ونظرا لخطورتهما الشديدة وضعتهما مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم لحماية المجتمع من شرورهما والحفاظ علي الشباب من الوقوع في شباكهما وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من التحريات والمراقبة الدقيقة لتحركاتهما استهدافهما وإلقاء القبض عليهما وبحوزتهما كميات من الهيروين الخام في لفافات جاهزة للبيع وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها تجار الكيف طرح الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام بكميات كبيرة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمين حسام حسن مفتش المباحث الجنائية وأحمد محيي رئيس العمليات والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث أبو صوير ومعاونوه النقباء محمد فؤاد ومحمد سالم وعبد الله العادلي ومحمد سليم ودلت تحرياتهم أن المدعو أشرف الشهير بلقب أبو منة العرباوي43 سنة عاطل سبق اتهامه في خمس قضايا مخدرات ومحل إقامته الأصلي الحسينية شرقية وانتقل للسكن في مدينة المستقبل منذ سنوات معروف عنه إدمانه للبودرة بشراهة لدرجة قيامه بوضع كالونة طبية في يده لتسهيل حقن مادة الهيروين عن طريقها في جسده أثناء ترويجه للمخدر بين زبائنه وأضافت التحريات أن المتهم ارتبط بعلاقة صداقة مع المدعوة مشيرة36 سنة مطلقة سبق اتهامها في قضية آداب عام2007 تقيم في نفس المكان والتي أدمنت البودرة مثله. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة لهما بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر توجها إليهما ونجحا في الإمساك بهما دون أدني مقاومة وهما في حالة من الهزل الشديد لتأثير الإدمان عليهما وبتفتيشهما عثر علي كميات من الهيروين الخام داخل لفافات صغيرة الحجم بحوزتهما وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات حاول المتهم أشرف المراوغة وادعاء مرضه وأن الكالونة الموجودة في يده تعود لاستخدامهما في العلاج ثم ما لبث وانهار واعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات مع شريكته مشيرة وبإحالتهما إلي مصطفي عبد الغني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه مدير نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.