مع كل حق مسئولية.. فلماذا لا يذكر الناس إلا حقوقهم. ؟! سؤال لابد أن يسأله كل مصري وسوست له نفسه أن يعتصم ويمتنع عن القيام بعمله في تلك الظروف الصعبة التي تواجهها مصر غير عابيء بمصالح الآخرين المتضررة من محاولاته المستمرة لتعطيل عجلة العمل حتي يتم الاستجابة لمطالبه. فمنذ أن انتهت ثورة25 يناير وتمت الاستجابة لمطالب الشعب بتنحي النظام ومواجهة الفساد انتهزت جميع الشركات والهيئات والبنوك التابعة للدولة الفرصة في محاولة للضغط علي المسئولين للاستجابة لمطالبهم التي لا يمكن أن ينكرها أحد فهي ليست فقط مطالب ولكنها حقوق كانت ضائعة وسط زحام الفساد والوساطة وغياب العدالة الاجتماعية ولكن لابد ان نعلم جيدا أن الوقت الحالي هو إعادة لهيكلة مصر مرة أخري والقضاء علي النظام الذي تسبب في تلك الأوضاع التي همشت الأغلبية مع المجتمع المصري وجعلته مشغول بتدبير قوت يومه فقط. نحن لا نطالب بالسكوت عن الأوضاع الخاطئة في المؤسسات والهيئات المختلفة والتي سكتنا عنها دهرا كاملا ولكن يجب أن نضع لنا أولويات بحيث لا نوقف عجلة الحياة اليومية المصرية ونزيد من أعباء الجيش المصري الذي يتحمل مسئولية الحفاظ علي المجتمع بل يجب أن نساعده في تحقيق هدفه وفي الوقت نفسه نحاول تطهير كل أذرع الفساد التي عاني منها المواطنون أشد المعاناة. إن ثورة25 يناير ليست فقط ثورة علي الاوضاع السياسية والاجتماعية وإنما هي ثورة طموحات أطلقها الشباب الذي ظل يحلم سنوات عديدة بالاصلاح وان تعود مصر إلي مكانتها مرة أخري بين دول العالم فالانترنت الذي ساعدهم في التعبير عن حلمهم وتحقيقه هو ذاته الذي أتاح لهم فرصة الطلاع علي العالم الخارجي ومقارنة الأوضاع المحلية بتلك الموجودة في الدول الأخري ووفر لهم المعلومات والعلوم التي مكنتهم من الحديث عن النظم السياسية والاقتصادية أمام اهل العلم والقانون والسياسة ومجادلتهم بالحث وكانت النتيجة هي رجوح كفة الشباب. لقد أصبح مستقبل مصر مضمونا ومليء بالامال والطموحات في ظل وجود هذا الجيل من الشباب الذي كان يعتقد البعض أنهم كانوا مشغولين بمباريات كرة القدم وأغاني الفيديو كليب ولكنه أثبت أمام العالم أجمع أنه كان يحلم بالأفضل وسعي له وهو ما يؤكد أن مصر بدأت بخطوات جادة في الانطلاق نحو التطور والتقدم علي أيدي شبابها فقد قال باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية يجب أن نربي ابنائنا ليكونوا كشباب مصر وقال رئيس وزراء ايطاليا لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة فتلك التصريحات علي لسان أقوي رؤساء الدول الكبري لن يستطيع التاريخ أن يغفلها ابدا لتضيف إلي مصر تاريخا جديدا وقوة إلي قوتها التي لن تضعف مرة أخري. إن الحفاظ علي نتائج الثورة ليس أقل صعوبة من الثورة نفسها كما يتخيل البعض وهو الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود وتحديد المسار الصحيح لكي نحقق الأهداف المطلوبة بدءا من رأس الهرم وحتي القاعدة العريضة المتمثلة في المواطن المصري الذي يجب أن يغير من ثقافته حتي يعلم ما له وما عليه فلا تسكت عن الحق ولكن لا تتكاسل عن مسئوليتك تجاه مجتمعك حتي نستطيع العبور بمصر إلي بر الأمان.