بدأ المدعو وحيد حياته العملية تاجرا للملابس الجاهزة يكسب قوت يومه بعرق جبينه ويدخر المال حتي تزوج من ابنة الحلال وأنجب منها أبناءه الثلاثة ومرت السنون هادئة يخرج صباحا ويعود في المساء ولا يفكر في أي شيء سوي التوسع في حجم تجارته لتحقيق مزيد من الربح المادي الذي يعينه علي تكوين ثروة لا بأس بها ويساعده علي تأمين مستقبل أولاده إلا أن أحواله تبدلت في عام2000 عندما اتهم بالاتجار في المواد المخدرة وتدوولت قضيته في دهاليز المحاكم حتي حصل علي البراءة لثغرة استغلها محاميه في دعواه القضائية وخرج من محبسه الاحتياطي وصمم علي الانتقال من محل إقامته لمنطقة أخري للهرب من السمعة السيئة التي لحقت به وتظاهر أمام المواطنين بالتدين والخلق وأطلق لحيته حتي لا يشك أحد في أمره وراح وافتتح محلا جديدا للملابس بجوار منزله اتخذه ستارا لمزاولة نشاطه الآثم في ترويج الحبوب المخدرة بعد أن تعرف علي إحدي عصابات التهريب الدولية تجلب أنواعها المختلفة من الصين والهند وتقوم بإدخالها المواني والحدود بطرقها الخاصة وتعاقد معها علي منحه حصة دورية لبيعها بنظام القطاعي والجملة لعملائه وعقب أن اكتسب ثقتهم وفروا له احتياجاته وفي خلال فترة ليست بالطويلة صار مشهورا ببيع البرشام. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من الرقابة المحكمة من التعرف علي تحركاته وأوقات ظهوره لطرح البرشام لزبائنه حتي ألقوا القبض عليه متلبسا داخل سيارته وبحوزته كميات كبيرة من الحبوب المخدرة وحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة تزاول من خلالها تجارة المواد المخدرة بمختلف أصنافها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه النقباء محمد سالم ومحمد فؤاد وعبد الله العادلي ومحمد سليم ودلت تحرياتهم علي أن المدعو وحيد(42 سنة) تاجر ملابس سبق اتهامه في قضية مخدرات قبل16 عاما تحول بعدها من الإقامة في القنطرة شرق للسكن داخل عزبة عبد الرحيم بالكيلو2. وأضافت التحريات أن المتهم اتخذ من محل ملابس جديد قام بافتتاحه ستارا لبيع الحبوب المخدرة بنظام الجملة, حيث يتوافد عليه عملاؤه بأعداد كبيرة لشراء بضاعتهم فضلا عن قيامه باستخدام سيارته الخاصة لتوصيل الحبوب المخدرة لبعض زبائنه. وأشارت التحريات إلي أن المتهم وحيد شديد الحيطة والحذر في تعاملاته حتي يكون في مأمن من الملاحقات الأمنية ويعتمد علي ذكائه وعلاقاته المتشعبة لطرح البرشام في محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري مستغلا هاتفه المحمول في عقد الصفقات وجلب الحبوب المخدرة من مصادره السرية بالطرق والوسائل الخاصة التي يتبعها وانتعشت أحواله المادية نتيجة تجارته المحرمة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة لرقابة وحيد بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر بعد أن وصلت معلومات إليهم بوجوده داخل سيارته ويستعد لتسليم شحنة من البرشام لأحد عملائه تم استهدافه ليسقط بين أيديهم. وبتفتيشه عثروا معه علي كميات من علب الحبوب المخدرة وسط حالة من الدهشة أصابت جيرانه الذين لم يكونوا علي علم بتجارته وقام ضباط المباحث باقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة التحريات والضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في الحبوب المخدرة بقصد التربح من ورائها وبإحالته إلي مصطفي عبد الغني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه مدير نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.