أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي, عزم مصر علي مواصلة مسيرة التنمية الشاملة علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, منوها بأهمية إحداث التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي, أمس مع وفد من أعضاء البرلمان الأوروبي برئاسة النائب الألماني إلمار بروك رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي, وبحضور السفيرة فايزة أبو النجار مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومي. وأشار الرئيس إلي أن تدفق اللاجئين يعد إحدي تبعات حالة عدم الاستقرار التي تشوب عددا من دول المنطقة, منوها بأن مصر تستضيف أعدادا ضخمة من اللاجئين من الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب وعدم الاستقرار. وأكد السيسي أن التصدي لتلك المشكلة فضلا عن ظاهرة الهجرة بوجه عام يتطلب تحسين القدرات الاقتصادية والاجتماعية للدول المصدرة للهجرة بما يضمن تحسين الظروف المعيشية لمواطني تلك الدول ويشجعهم علي الحياة والبقاء فيها. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة بأنه جري خلال اللقاء استعراض التطورات في منطقة الشرق الاوسط, حيث شدد الرئيس علي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لوقف إمدادات المال والسلاح. للجماعات الإرهابية المتواجدة في عدد من دول المنطقة, أخذا في الاعتبار ان الدول المتقدمة التي تتمتع بقدرات سياسية واقتصادية ضخمة تقع عليها مسئولية تتناسب مع حجم قدراتها للتصدي لمثل هذه الممارسات. وبين الرئيس أن المواجهة الشاملة للإرهاب لاتتوقف عند حدود المواجهات العسكرية والامنية وانما تشمل أيضا التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا الأبعاد الفكرية والدينية. ولفت المتحدث إلي إشادة الرئيس في هذا الصدد بدور الأزهر الشريف في تصويب الخطاب الديني باعتباره منارة للإسلام الوسطي المعتدل الذي يحض علي الرحمة والتسامح, مؤكدا أن التنوع والتعدد يعدان مصدرا للثراء الإنساني, وهو ما تسعي مصر إلي غرسه في المجتمع من خلال إعلاء قيمة قبول واحترام الآخر. وأشار المتحدث إلي أن الرئيس رحب بأعضاء الوفد, منوها بالعلاقات القوية التي تجمع بين مصر والاتحاد الاوروبي, كشريك رئيسي في مواجهة العديد من التحديات سواء علي الصعيد الدولي أو في إطار منطقة المتوسط, وفي مقدمتها مكافحة التطرف والإرهاب. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها البلاد خلال السنوات القليلة الماضية, منوها إلي إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل وتشكيل مجلس النواب الجديد, وهو الأمر الذي سيتيح الفرصة لتنشيط البعد البرلماني في علاقات مصر بالاتحاد الاوروبي عبر التعاون بين البرلمانين. من جانبه, رحب رئيس وفد البرلمان الاوروربي بالجهود التي تبذلها مصر علي صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية, مشيرا إلي أهمية مواصلة عملية الإصلاح الديمقراطي. وأشاد بروك بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر علي الصعيدين الإقليمي, والدولي, مثنيا علي جهودها المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وإرساء دعائم الأمن, والاستقرار في منطقتي الشرق الاوسط وجنوب المتوسط, وأكد بروك أهمية توثيق التعاون بين مجلس النواب المصري والبرلمان الاوروبي خلال المرحلة المقبلة, منوها إلي الصلة الوثيقة بين تحقيق الأمن والاستقرار في دول جنوب المتوسط وشماله, لاسيما في ضوء التحديات الناجمة عن تدفق اللاجئين من جنوب المتوسط إلي الدول الأوروبية.