افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس34 مشروعا جديدا نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارات الإسكان والاتصالات والشباب والرياضة بإجمالي استثمارات16 مليار جنيه, وذلك في إطار خطط الدولة لمواصلة عملية التنمية الشاملة والارتقاء بالأحوال المعيشية للمواطنين. حضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء, والمهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية, وعدد من الوزراء, وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس استمع إلي شرح تفصيلي من رئيس مجلس الوزراء, ووزراء الإسكان والمرافق, والشباب والرياضة, والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, بالإضافة إلي اللواء رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن المشروعات التي تم تنفيذها في القطاعات ذات الصلة, والتي شملت مشروعات محطات تنقية ومعالجة المياه, وإنشاء وحدات الإسكان الاجتماعي, بالإضافة إلي العديد من مشروعات الطرق والكباري والمحاور المرورية, وإنشاء المقر الرئيسي للمجلس القومي للمرأة بمدينة نصر, وتطوير قطاع البريد المصري وعدد من مكاتب الشهر العقاري ومراكز الخدمات الاجتماعية, وتوفير القاموس الموحد الخاص بلغة الإشارة للصم والبكم, وإنشاء المجمعات الرياضية وتطوير مراكز الشباب. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد في المداخلات التي أجراها أهمية تعريف المواطنين بحجم التحديات التي تواجهها الدولة وكذا بالتكلفة الحقيقية لمختلف الخدمات التي يتم تقديمها للمواطنين والتي تفوق كثيرا ما يسدده المواطنون عن تلك الخدمات, فضلا عن أهمية مشاركة المواطنين في التصدي للتحديات التي تواجهها الدولة, وخاصة من خلال ترشيد الاستهلاك. ونوه الرئيس إلي أنه علي الرغم من حجم الإنجاز الذي يتم تحقيقه إلا أن الدولة تحتاج إلي المزيد لمواجهة احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات, ومن بينها توفير500 ألف وحدة سكنية سنويا. وأشار الرئيس إلي أنه سيتم خلال عامين ونصف العام فقط تغطية2300 قرية و27 ألفا من توابعها بخدمة الصرف الصحي, في حين أنه لم تتم سوي تغطية15% فقط من إجمالي4700 قرية خلال العشرين عاما الماضية. وفي سياق متصل, أكد الرئيس أهمية إنشاء محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي والتي تتيح إعادة استخدام المياه المعالجة, مشيرا إلي الحاجة لحوالي3 مليارات م3/ سنويا من المياه المعالجة بتكلفة حوالي25 مليار جنيه سنويا. ووجه الرئيس السيسي وزير الإسكان بزيادة وحدات الإسكان الاجتماعي بواقع100 ألف وحدة سكنية فضلا عن100 ألف وحدة أخري للإسكان الاقتصادي, بمساهمة تبلغ مليار جنيه من صندوق تحيا مصر, ومن المستهدف الانتهاء من تنفيذ تلك الوحدات خلال عام واحد من تاريخ تسلم الأراضي للبناء. ودعا الرئيس البنوك للإسهام لتقديم القروض اللازمة لبناء تلك الوحدات السكنية في المدي الزمني المطلوب. وأكد الرئيس علي أهمية زيادة سعر الإسكان المتوسط بما يمكن الدولة من مواصلة دورها في توفير وحدات الإسكان لمحدودي الدخل, ويتلاءم مع التكلفة الحقيقية للوحدات التي يتم تشطيبها بمستويات عالية من الجودة. كما شدد الرئيس علي أهمية قيام الدولة بتوفير الوحدات السكنية للمواطنين واعتماد أساليب التخطيط الحضاري للمدن للحيلولة دون قيام مزيد من العشوائيات بما تمثله من مخاطر وأعباء علي مرافق الدولة الخدمية, منوها إلي أهمية القضاء علي العشوائيات القائمة وتقديم البديل الحضاري المناسب. ووجه الرئيس ببناء دور العبادة من مساجد وكنائس في المجتمعات العمرانية الجديدة, إضافة لما تتضمنه من مرافق ومنشآت صحية وتعليمية وخدمية. وافاد المتحدث الرئاسي بان الرئيس أكد علي أهمية مواصلة الدولة لدورها في تأهيل الشباب وإعدادهم للقيادة, مشيرا للبرنامج الرئاسي في هذا الصدد والذي يستهدف تأهيل2500 شاب سنويا, بحيث يتم توزيعهم للعمل في المحافظات والمحليات, مشيرا إلي أنه تمت مراعاة البعد الجغرافي في اختيار هؤلاء الشباب. وفي سياق آخر, أكد الرئيس أن الدولة تحترم استقلالية القضاء ولا تتدخل في عمله أو تعقب علي أحكامه, موضحا أن مبادرته بشأن قضية استاد بورسعيد تم تناولها خارج سياق معناها وأهدافها الحقيقية والتي تناولها الرئيس في إطار من الشفافية وحسن التواصل مع الشباب. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأهمية بدء العمل في مشروع إنشاء القري الذكية السبع التي سبق أن وجه الرئيس بإنشائها, منوها إلي جدواها الاقتصادية ومساهمتها الفاعلة في توفير فرص العمل, ومشيرا إلي تجارب الدول الناجحة في هذا المضمار. ولفت السفير يوسف الي أن الرئيس أكد أهمية الحفاظ علي المال العام, منوها في هذا الصدد إلي تقارير سابقة كانت توصي بضرورة إزالة مستشفي بني سويف العام لعدم صلاحيته, إلا أن لجنة من الكلية الفنية العسكرية والهيئة الهندسية قامت بتطوير المبني بدلا من إزالته. وفي سياق متصل, وجه الرئيس بأهمية متابعة أعمال إصلاح كوبري جامعة سوهاج الذي شهد هبوطا نظرا لعيوب فنية في تصميمه وتنفيذه وذلك بعد سبعة أشهر فقط من إنشائه. ونبهالرئيس بضرورة قيام لجنة من هيئة الرقابة الإدارية, والقطاعات المتخصصة بالوزارات المعنية, والكلية الفنية العسكرية, والهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمراجعة الموقف الفني والمالي لأي مشروع قبل افتتاحه وقيام رئيس هيئة الرقابة الإدارية بإعداد تقرير عن ذلك. كما وجه الرئيس بإصلاح كامل لأحد ممرات الهبوط الرئيسية بمطار القاهرة خلال ثلاثة أشهر فقط, منوها إلي أن العروض التي تم تقديمها كانت تتضمن التنفيذ خلال18 شهرا. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أوضح أن الجدوي من مشروع المليون ونصف المليون فدان لا تقف عند حدود الفائدة الاقتصادية والاستثمارية, ولكن تتعلق أيضا بالدور الاجتماعي للدولة وخططها التنموية والعمرانية التي تهدف من خلالها لإنشاء مجتمع عمراني متكامل لاستيعاب النمو الطبيعي للسكان, والخروج من الوادي الضيق وتخفيف الازدحام عن المناطق المتكدسة بالسكان. وقام الرئيس بتسليم عقود تملك وحدات سكنية للفائزين بالقرعة, كما تفقد عددا من الوحدات السكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي بالسادس من أكتوبر, وكذا النادي الاجتماعي بالمشروع. كما وجه الرئيس الشكر لثلاثمائة شركة مدنية أسهمت في تنفيذ المشروعات التي قام الرئيس بافتتاحها امس مطالبا إياها بزيادة العمالة والمعدات لضغط الفترات الزمنية للتنفيذ. وقد وجه الرئيس دعوة إلي المواطنين المصريين الراغبين في العمل بالالتحاق بفرص العمل التي تتيحها المشروعات القومية والتنموية التي تدشنها وتنفذها مصر, بدلا من السفر للعمل في ظروف أمنية غير مستقرة قد تعرض حياتهم للخطر, أخذا في الاعتبار أن حجم الأعمال سيتضاعف خلال المرحلة المقبلة. وأكد الرئيس علي أهمية التحلي بالأمل, معربا عن ثقته في نجاح مصر في مواصلة مسيرة التنمية الشاملة.