في زقاق المدق قهوة وحيدة عتيقة نموذج للمقهي البلدي التقليدي, كراسي خشبية, مناضد معدنية طويلة, مرايا قديمة تحيط بالمكان,( نصبة) رخامية عليها الصواني والأكواب, براد عتيق يغلي فوق النار وخلف( النصبة) يقف عم عبد الجليل في المكان الذي وقف فيه من قبل جده وأبيه, علي أحد الجدران صورة حديثة نسبيا للأديب نجيب محفوظ, هنا جلس الأديب الراحل في اربعينات القرن الماضي وعلي إحدي هذه المناضد احتسي الشاي بينما تختمر في ذهنه ملامح شخصيات روايته الشهيرة زقاق المدق, هنا أيضا جلس عشرات الكتاب والأدباء الذين جاءوا يتتبعون خطي الأديب العظيم, أحدهم هو الرائع جمال الغيطاني الذي أهدي للمقهي صورة نجيب محفوظ, ولكن عم عبد الجليل ذهب أولا للأديب الكبير في منزله واستأذن منه أن يعلقها فوافق بل وقام بالتوقيع علي ظهرها, عم عبد الجليل أصبح ضيفا علي العديد من البرامج التلفزيونية ليحكي عن ذكرياته وعن تاريخ هذا المكان الذي خلده أديب نوبل.