لقد مرت مصر بثورة25 يناير2011 وما ئلاها من أحداث للأسف تحول معظمنا إلي مدمني الحديث في شتي موضوعات الحياة وبخاصة في أمور الدين والسياسة والرياضة ومابقي بعد ذلك من وقت نبدده في القيل والقال وبالتالي لاعزاء في الإنتاج وتسيير المراكب التي توقفت عن المسير في حين تشتد المطالب ويتحتم توفيرها من مواد غذائية ومتطلبات العلاج ومستلزمات الإنتاج.. هكذا يكون الحال ضد المنطق الطبيعي للحياة. وعلي هؤلاء هواة الحديث والجدل أن يتذكروا أمورا مهمة وضرورية وأن يراعوها بجدية, فالإيمان الصادق ما وقر في القلب وعبر عنه العمل. علي الذين يتحدثون في الدين كيف نسوا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه وأيضا: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. مما يعني إتقان العمل وتجويده والغرس والإهتمام بالزراعة لنأكل من عمل اليد, وتعالوا نقرأ بعض الأيات القرآنية. كيف ينسي هؤلاء قول الله تعالي: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما الأية93 سورة النساء الله سبحانه وتعالي ينهانا عن القيل والقال بغير اكتراث: ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون سورة الصف الأيتان3,2 وتغافلنا عن دعوة الدين نفسه للتعاون والحث علي البناء والتعمير لا التخريب والتدمير: قال الله تعالي: وتعاونوا علي البر والتقوي ولاتعاونوا علي الإثم والعدوان وأتقوا الله إن الله شديد العقاب الأية2 سورة المائة. لقد ذهب كل فريق سياسي إلي طريق تصوروا, وجود أكثر من150 حزبا مائة وخمسين حزبا سياسيا.. لقد تحدي البعض أن يوجد مسئول واحد من أحد هذه الأحزاب ذاتها يحفظ أو يعرف أسماء هذه الأحزاب المتشابهة ولاتتعدي أن تكون مجرد حبر علي ورق. لماذا نصر علي ري أشجار النكد والفرقة والشقاق بالجدل والمعارضة بالحق والباطل ولماذا هو موجود عندنا في عالمنا العربي وحدنا؟! إذا أراد العاقل أن يتكلم في السياسة فلا بأس وليكن الكلام فيما يفيد ويحمي الوطن والحفاظ علي أمنه وسلامته وقوة إقتصاده ولاتكون مجالا للفرقة والقتل والتخوين أو التخريب. ليت كل واحد منا في مجاله يلتزم بما فيه المنفعة لخير الوطن وحمايته حتي يتفرغ أفراد المجتمع للعمل والإنتاج بإتقان وأمانه باخلاص. ولدينا القرآن الكريم كنزنا الثمين تأملوا قول الله تعالي: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا الآية58 سورة النساء. واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون الأية103 سورة آل عمران.