فقدت الحاجة فوزية كل ما يأنسها حتي الطفل الذي أصبح شابا من كانا يرعاه اختفي ولا تعلم عنه شيئا وأوشك عقدها السادس علي الانتهاء وكانت تحيا غريبة وسط ذويها المقيمين معها فشقيقها وزوجته يقيمان بالطابق الأرضي وشقيق زوجها يقطن الطابق العلوي وجميعهم أضعف هممهم كبر السن وعزل كلا منهم عن الآخر. وفي إحدي ليالي الشتاء البارد دق جرس شقتها علي غير العادة فهمت لفتح الباب متكئة علي عكازها فإذا بها تفاجأ ب أحمد من كانت وزوجها يتكفلان بها فلم تكلمه ولكنها ارتمت في حضنه وأخبرته بوفاة والده فهو كان بمثابة ابنهما. تردد أحمد كثيرا علي الحاجة فوزية أحست مع ظهوره بأن روحا قد ردت إليها من جديد وأن الله عوضها بمن يحملها في كبرها فكانت لا تبخل عليه بالمال وتعطيه قبل أن يطلب.. تكررت الزيارات اصطحب خلالها الابن أحد أصدقائه من ابناء القرية يدعي محمد في بداية عقده الثاني يقضيان وقتهما يتبادلان الضحكات تحولت معهما حياة العجوز لفرحة وسعادة بعد الوحدة ولكنها لم تدم كثيرا وعادت وحدتها بعد غياب الابن الذي انساق مع رفاق السوء ارتكب معهم وقائع سرقات وتم إيداعه السجن بعد ضبطه في احدي الوقائع.. وفي أحد الأيام وكعادته كل صباح مر شقيقها الأكبر محمد يطمئن عليها فلم يجبه إلا الصمت فنادي بصوت بالكاد يخرج من ثغره فهو في السبعينيات من العمر يتحرك بصعوبة فقرر الصعود للاطمئنان عليها فوجد باب الشقة مفتوحا علي مصراعيه فنادي يا حاجة فوزية ولكن بلا مجيب اتكأ علي عصاه الغليظة واصطدم بباب الشقة لحظة دخوله ينظر يمينا ويسارا فلا أثر لها يحدث نفسه أين ذهبت.. ؟ فتحركت قدماه ببطء تحمل جسده النحيل نحو غرفة نومها.. كان اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية قد تلقي إخطارا من اللواء عرفة حمزة مدير المباحث الجنائية يفيد بالعثور علي جثة عجوز داخل شقتها مقتولة وسرقة مصوغاتها الذهبية في قرية الحصة بطوخ.. بانتقال رجال المباحث تبين أن المجني عليها تدعي فوزية محمد75 سنة ربة منزل وتقيم بعقار مكون من ثلاثة طوابق يقطنه أقاربها والشقة خاصتها بالطابق الثاني وبالفحص لشقتها تبين أن الجثة ترتدي ملابسها كاملة وملقاة علي ظهرها بسرير غرفة نومها وبها آثار خنق بالرقبة من الجانبين والأمام بسبحة معلقة بالرقبة وخروج جزء من اللسان وبها آثار سحجات.. علي الفور أمر اللواء سعيد شلبي مدير الأمن بتشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواء عرفة حمزة لكشف غموض الواقعة والقبض علي القاتل.. وبسؤال المقيمين معها بالعقار نادية عبدالرؤوف60 سنة ربة منزل زوجة شقيق زوج المجني عليها ومحمد عبد المطلب79 سنة بالمعاش شقيق المجني عليها وسعيد عبد العزيز72 سنة بالمعاش شقيق زوج المجني عليها قرروا باكتشافهم مقتلها وسرقة3 غوايش ذهبية من يدها اليمني وقرطها الذهبي ومبلغ مالي400 جنيه.. وأثناء سير فريق البحث في تجميع المعلومات وردت معلومة أمام المقدم أحمد الخولي رئيس مباحث مركز طوخ تفيد بالتوصل لشاهد رؤية مقيم بالعقار المواجه لسكن المجني عليها و قررت مشاهدتها لشخص يدعي محمد عبد الحميد وشهرته بوجي23 سنة عاطل ومقيم الحصة أثناء نزوله مهرولا من العقار قبل اكتشافهم الواقعة مباشرة. وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات تبين أن المشتبه فيه معروف عنه سوء السلوك والسمعة وأنه صديق نجل المجني عليها بالتبني أحمد يماني23 سنة عامل المحبوس حاليا بسجن المرج العمومي علي ذمة احدي قضايا السرقات بالإكراه. تم تقنين الإجراءات وأمكن ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بإرتكابه الواقعة.