ما أصعب أن ينكسر الحلم علي قورمة من الخشب وأن يفقد طفل الأمل وهو لا يزال يخطو أولي خطواته في رحلة الحياة وبدلا من أن يحمل شنطة المدرسة ويطلب مصروفا وسندوتش جبنة أو حتي فول, وينتظر جرس الفسحة, ليأكله ويلعب مع زملائه يحمل قورمة من الخشب ومقصا وساطورا وهذه هي عدة الشغل يذهب بها كل صباح إلي السوق نسي طفولته.. نسي اللعب وشقاوة الأطفال في مثل سنه وتحمل المسؤلية. وبنظرة شاردة وابتسامة تحمل مرارة يقول فادي صبري أبلة أمل مدرستي في سنة رابعة ابتدائي كانت كل يوم تشتمني وتسبني وتقولي ياغبي وأصحابي يقعدوا يضحكوا عليا كل يوم ولما تحب تزعق في الفصل كانت تقولي إنت شكلك كده وش شتيمة مش عارف ليه كرهت المدرسة وكرهت المذاكرة ورفضت أعمل الواجب فكانت بتضربني بشدة. وبرضه تشتمني قررت مش هروح المدرسة تاني ومش هعمل أي واجب ولا هروح دروس خلاص مش هتشتم تاني كل ما يجي ميعاد المدرسه أنام أمي تدخل تصحيني أعمل نفسي تعبان لحد ما كل اللي في البيت عرف ني باكره المدرسة ومش عاوز أروح تاني. أصحابي دلوقتي في أولي إعدادي بانكسف لما بشوفهم راجعين من المدرسة بس هعمل ايه والدي بيبيع سمك في السوق كل يوم أخرج معاه واشيل القورمة الخشب عشان انضف السمك كل زبون عايز ينضف السمك بنضفه الكيلو بنصف جنيه وعلي حسب التساهيل مش كل الناس بتقبل تنظف في آخر اليوم ممكن أعمل عشرة جنيههات. ساعات بقول في نفسي يا ريتني كنت استحملت وفضلت في المدرسة شوك السمك بهدل إيديا وأصحابي هدومهم نظيفة وأنا هدومي كلها زفارة لما بشوف حد من أصحابي ببقي مكسوف عشان كدة وأنا قاعد في السوق باخذ جنب بحيث محدش يشوفني خالص.. كان نفسي أبقي ضابط كان حلم كبير حولته مدرستي لكابوس.. انتهي كلام فادي لكن القصه لم تنته اطفال كثيرون يتسربون من التعليم بسب المعاملة غير التربوية من بعض المدرسين هؤلاء تجب محاكمتهم بتهمة قتل الأمل في نفوس بريئة.