تحتفل مصر بعد أيام بذكري يوم25 يناير, وهو يوم كان لذكراه معان كثيرة للشعب المصري, ففي هذا اليوم تصدي أكثر من المائة بقليل من جنود الشرط بضباطهم عام1951, وهي القوة التي كانت تحمي مبني محافظة الإسماعيلية قبل الثورة, لقوات بريطانية مدرعة كان هدفها احتلال مبني المحافظة, حيث دار بينهما معركة شرسة بمعني الكلمة ولم يتسن للقوات الغازية دخول المبني إلا بعد أن نفدت ذخيرة قوات الشرطة وقدمت الشرطة العديد من رجالها ما بين شهداء وجرحي, ويومها أدي قائد القوة البريطانية وضباطه التحية العسكرية لقوات الشرطة المغادرة للمبني قائلا لهم لقد حاربتم كما يحارب أشرس القوات العسكرية بالعالم, لقد أسهمت هذه المعركة في تغيير تاريخ مصر وكانت أحد العوامل المحفزة لثورة يوليو. وهذا اليوم أيضا ذكري لحدث جبار حدث عام2011 غير بالفعل من تاريخ مصر, ولولا يقظة شعبها وإخلاص قواته المسلحة لضاعت البلاد, ولقد كشف ما تم الإعلان عنه من اجتماعات عقدت بالبيت الأبيض والكونجرس وتم تسريبه من أشرطة لدورات تدريبة تمت بصربيا لبعض ممن يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين عن كيفية الإعداد ثم تنفيذ مظاهرات لقلب نظام الحكم بمصر, ثم كميات الأسلحة والمواد التي تستخدم لهذا الغرض والتي تم تهريبها عبر الحدود واستخدمت بالفعل في أحداث25 يناير وما تلاها, والمسلحين أيضا الذي قدموا عبر الحدود واشتركوا في مهاجمة أقسام الشرطة واقتحموا السجون وهربوا من فيها, لقد أكد كل ذلك وأثبت أن هذا اليوم هو موعد تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير في شقه المتعلق بمصر. لقد استغل من خططوا لهذا اليوم والذي تم الإعلان عنه صراحة بقاعات الكونجرس الأمريكي عام1997, استغلوا البيئة الخصبة من فساد ومعضلات اجتماعية وصحية وتعليمية أوجدها نظام مبارك بمصر فجعلها متهيئة لأي اشتعال أو فورات وهبات شعبية, فكان سهلا علي من خططوا ودربوا لتنفيذ ما أهلوا له أن يستغلوا طيبة ومدي معاناة قطاع عريض من الشعب المصري لدفعه لبدء الشرارة الأولي والباقي تكفلوا به هم ومن قدموا لمناصرتهم من الخارج, لقد ثبت بما لا يدع مجالا من الشك أن ثورة يناير ما هي إلا حلقة من سلسلة تنفيذ المخطط الشيطاني المسمي بالشرق الأوسط الجديد, الذي أعده المخطط اليهودي الأمريكي الجنسية برنارد لويس لتفتيت دولة لدويلات صغيرة منقسمة ومتناحرة فيما بينها بغرض استمرار ضعفها, بما يضمن استمرار استغلال امريكا لموارد وإمكانات تلك الدويلات الطبيعية بأفضل الفرص, مع ضمان التفوق والأمن والأمان لإسرائيل لعقود قادمة, لقد ساعدت بالفعل تلك المؤامرة علي تخليص مصر من نظام حكم فاسد ومستبد ولكن لم يكن هذا هو هدفها أو في أي درجة من سلم اهتماماتها, فلماذا إذن نحتفل بها ؟؟!!. لقد كانت بالفعل مؤامرة تستهدف المنطقة بالكامل, وأجهضها يقظة الشعب المصري وإخلاص وشرف قواتها العسكرية, ليس بمصر وحدها ولكن بمنعها أيضا من أن تمتد لبقية البلاد التي لم تصل إليها وساعد علي المحاولات التي تبذل لإنقاذ الدول التي وقعت بالفعل في شراكها, فلماذا إذن يخصص يوم25 يناير من كل عام للاحتفال بها, إذا كانت قد ساعدت علي التخلص من مبارك وحاشيته ونظامه فلنحتفل بذلك يوم تخليه عن السلطة وليس يوم البدء في تنفيذ هذه المخطط الذي لم يكن أبدا يهدف لصلاح مصر بأي صورة, وليبق يوم25 يناير من كل عام يوما للشرطة المصرية تحتفل به ونحتفل بهم, ألا يستحقوا رجالها ان نحتفل بهم بعد كل ما قدموه عبر السنين لمصر وشعبها وخاصة في السنوات الخمس الأخيرة ؟؟!!!