25 يناير عام 1952 كان ملحمة بطولية خاضتها قوات الشرطة المصرية المدنية ضد قوات الاحتلال الانجليزي في مدينة الاسماعيلية الباسلة. كانت القيادة لرجال شرطتنا لشاب مصري يافع هو الملازم أول مصطفي فهمي ومعه زميل آخر هو الملازم أول عبدالمسيح حيث أصر الأول علي رفض طلبات قائد القوات الانجليزية في الاسماعيلية "إكس هام" باخلاء مبني المحافظة من جنود الشرطة بعد أن اكتشفت القوات الانجليزية أنهم يساعدون الفدائيين المصريين في مقاومة الاحتلال الانجليزي. حاصرت قوات الاحتلال مبني المحافظة بالدبابات والأسلحة الحديثة.. بينما كان جنود الشرطة المصرية لا يملكون في أيديهم سوي بنادق قديمة.. وهنا قال "إكس هام" للملازم أول مصطفي فهمي اننا نطالب رجال الشرطة باخلاء مبني المحافظة خلال 5 دقائق مع ترك أسلحتكم داخل المبني.. وإذا لم تستجب قوات الشرطة سيهاجمون مبني المحافظة!! هنا رد الملازم أول مصطفي فهمي قائلا : إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبني سأبدأ أنا بالضرب.. لأن تلك أرضي وأنت الذي يجب أن ترحل منها وليس أنا.. ثم تركه ودخل إلي مبني المحافظة حيث تحدث إلي الملازم أول عبدالمسيح وإلي جنود الشرطة. واتفقوا جميعا علي مقاومة هذه الغطرسة للاحتلال البريطاني. دارت معركة شرسة بين قوات الشرطة المصرية في مبني محافظة الاسماعيلية وبين قوات الاحتلال استشهد خلالها 50 شرطيا مصريا و80 جريحا.. وأصبح يوم 25 يناير من كل عام عطلة رسمية في مصر بداية من عام 2009 باعتباره عيدا للشرطة وعيدا قوميا لمحافظة الاسماعيلية. وفي نفس اليوم من عام 2011 "يوم عيد الشرطة" هبت مصر في ثورة شعبية ضد نظام حكم دام نحو 30 عاما دون أن تخطو هذه الدولة العظيمة خطوة للأمام سادها كثير من الفساد والمحسوبية والوساطة وتراجع من يستحقون التكريم والانصاف لحساب المنتفعين بالسلطة والسلطان.. وساءت أحوال الشعب الكادح واستظل بمظلة الفقر والحرمان وتفشت البطالة وتراجع مستوي المعيشة إلي أدني درجة. وللأسف الشديد بعد نجاح هذه الثورة الشعبية قفز عليها من استغلها وأممها لحسابه. واختطفت بفعل فاعل.. وهو الأمر الذي دعا الشعب للقيام بثورة ثانية لتصحيح مسار الثورة الأولي.. فانطلقت عشرات الملايين من ابناء الشعب يوم 30 يونيو 2013 لتسقط النظام الذي اختطف الثورة الأولي. وتقوم من خلالها دولة ديمقراطية تحترم سيادة القانون وتقدسه. والسؤال الآن : هل من حقنا أن نحتفل الآن بثورة 25 يناير.. الثورة التي انطلقت تعبيرا عن ارادة الشعب في اسقاط أي حكم ديكتاتوري الي الأبد؟! أقول نعم.. من حقنا أن نحتفل بهذه الثورة. ومن حقنا أيضا أن نحتفل بثورة 30 يونيو.. من حقنا أن نشيد بارادة شعب مصر وحرصه علي رفع راية حريته. ولكن كيف؟! هناك دعوات مضللة تطالب بالتظاهر في هذا اليوم.. وياليته تظاهر يعبر عن فرحة الشعب.. ولكن هذه الدعوة المضللة تنادي بمظاهرات تخريبية يصطدم خلالها المخربون مع الشعب ومع رجال الشرطة. وتراق دماء غالية علي شعبنا العظيم المتجه بكل قوة الآن إلي البناء والتنمية. فرحتنا بثورة 25 يناير نشعر بها في قلوبنا.. ونسعد بذكراها حتي يأتي اليوم الذي يرتدع فيه المخربون وينظرون الي مصلحة وطنهم ويعودون إلي رشدهم ويرفعون معنا رايات التقدم والبناء. إن التهديد بمظاهرات تخريبية يوم 25 يناير سيكون وبالاً علي من ينادون بها وعليهم أن يحذروا.. فالشعب لهم بالمرصاد.. وقوات الشرطة لن تسمح أبدا بتحويل هذا اليوم إلي مأساة.. وعلي المخربين أن يعوا الدرس جيدا.. ولا يظن أحدهم أنه سيكون بمناي عن العقاب.. والعقاب الأليم.. ونقول لهم من جانبنا "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة".. هذا مصيركم الذي ينتظركم إن اصررتم علي عنادكم.