احتفل المسلمون يوم الجمعة الماضي بذكري مولد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلم.. وهي ذكري يستشعر فيها المسلم مدي ايمانه برسالة نبي الهدي الرحمة المهداة الي البشرية جمعاء.. ويستعيد سيرته العطرة التي لم يلوثها دنس منذ ولادته حتي لقي ربه بعد ثلاث وستين سنة.. كان صلوات الله وسلامه عليه يختلي بنفسه في غار حراء يفكر في هذا الكون الرائع الذي يحيط به.. وأتخيل انه كان ينظر الي السماء ويتعجب كيف ترتفع هكذا دون عمد ويتساءل ما يمسكها أن تقع علي الأرض؟ وينظر الي الجبال من حوله ويتساءل لم ترتفع هكذا ولا تكون مبسوطة مثل الأرض؟.. وينظر الي الانسان ويفكر من وضعه في هذه الصورة وجعل له عينين يري بهما وأذنين يسمع بهما ولسانا ينطق به؟.. أشياء كثيرة لاشك انه كان يعتزل العالم ليفكر فيها ويبحث لها عن إجابة.. الي ان نزل اليه أمين الوحي جبريل عليه وعلي نبينا أفضل السلام.. وتخيل قارئي العزيز مدي الهول والرعب الذي أحس به المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما يفاجأ بهذا الوجود مع ملك السماء يقول له: اقرأ.. فيرد المصطفي وجسده كله ينتفض: ماأنا بقاريء فيضمه الملك إلي صدره ضمة قوية ثم يتركه ليعيد الأمر: اقرأ.. فيرد الحبيب وروحه تكاد تخلع من جسده: ما أنا بقارئ.. فيضمه الملك مرة ثانية ثم يتركه ليقرأ عليه أولي آيات القرآن العظيم.. اقرأ بسم ربك الذي خلق.. خلق الانسان من علق,, اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم.. علم الانسان ما لم يعلم.. ويمضي أمين الوحي ليسرع النبي الي داره وهو مرتجف الأوصال لا يعلم ان كان ما رآه حقيقة أم حلما أدي به الي هذه الحالة.. ورأته زوجته خديجة وجسده ينتفض لتضمه الي صدرها في حنان ليحكي لها ما حدث له في الغاز فتطمئنه وتصحبه الي ابن عمها ورقة بن نوفل فيقول له: انك نبي هذه الأمة ولو مد الله في عمري فسوف أكون أول من يؤمن برسالتك.. ويتوالي حضور أمين الوحي ليزيد من طمأنينة فؤاد الحبيب المصطفي الي ان أمره المولي سبحانه وتعالي بالبدء في الدعوة. الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم لا تكفيه هذه السطور ولكنها نفحة من نفحات الشكر لله عز وجل أن جعل لنا نبيا يشفع لنا يوم القيامة ويدخر دعوته لانقاذ امته من عذاب يوم القيامة, فصلاة وسلاما عليك ياحبيب الله ومصطفاه.