منذ زمن ليس بالبعيد كان هناك العديد من المهن ميزت المجتمع الصعيدي وجعلت له طابعه المميز ومع مرور الأيام والسنين وتداخل الثقافات واعتماد الإنسان علي وسائل التكنولوجيا الحديثة في جميع نواحي الحياة اندثرت العديد من المهن التراثية التي تميز بها الطابع الريفي وكانت تدر دخلا علي أصحابها والآن أصبحت في طي النسيان وفي سوهاج العديد من المهن التي اندثرت مثل مبيض النحاس والحراث والدراس ولحام القصدير وغيرها من المهن التراثية التي لم يعد لها وجود. يقول السيد علي مهندس إن هناك أسرا بعينها كانت تحترف مهنة مبيض النحاس وتقوم بالترحال إلي القري والإقامة فيها لعدة أيام, للعمل في تبييض النحاس من خلال استعمالهم كير الفحم وبعض المواد المذيبة للصدأ والجنزرة في عملية دعك مستمرة حتي ترجع الأواني كما كانت, وغيرها من أدوات الزينة التي كانت تستعمل في ذلك الوقت مقابل مبلغ من المال, إلا أن الناس حاليا استبدلت الأواني النحاسية بأخري مصنوعة من الألومنيوم والزجاج والاستانلس استيل في طهو الطعام. ويضيف اسماعيل فوزي مدرس من المهن التي اندثرت أيضا لحامي القصدير, الذين كانوا يقومون بعملية لحام الأواني المنزلية ولم يعد يعمل في هذه المهنة إلا القليل من الذين ورثوها عن الآباء والأجداد. في ظل التقدم التكنولوجي. ويشير علي مصطفي مزارع إلي أن الفلاح السوهاجي منذ فترة كان يقوم بحرث الأرض عن طريق المحراث الخشبي الذي تجره الأبقار, مما يساعد علي تقليبها ونظافتها من الحشائش, إلا أنه لم يعد يستخدم الآن إلا في زراعة بعض المحاصيل التي تحتاج إلي الحرث بالخشب وهو ما أثر علي تلك المهنة التي اندثرت وأصبحت في طي النسيان بعد أن استخدم المزارعون الآلات الحديثة في الزراعة وقال رمضان عبدالجابر مزارع إنه منذ فترة ليست كبيرة كانت عملية درس القمح لا تقوم إلا علي الدرس ب النورج لكن دخلت الآلات الحديثة علي عملية درس القمح فاندثرت تلك المهنة التي أثرت علي أصحابها الدراس بالرغم من ان الدرس كان يحافظ علي الغلال والتبن في صورة طبيعية صحيحة بعكس استخدام الآلات الحديثة التي وفرت الوقت والجهد لكنها أثرت علي جودة المحصول القمح بفقدان كميات كبيرة من التبن والغلال بالإضافة إلي أن استخدام الآلات الحديثة في علمية الدرس بدلا من النورج أدي إلي سقوط عدد من العمال داخل الميكنة الآلية. يقول خلف الله إسماعيل نحاس إنه كان يعمل بمهنة تبييض النحاس حيث كانت أغلب الأسر الريفية تستخدم الأواني النحاسية وكانت تحرص علي تبييضها من آن إلي آخر حفاظا عليها وحمايتها من الصدي وكانت هذه المهنة تدر عليه دخلا معقولا ولكن مع ظهور الأواني الألومنيوم والاستانلس ستيل اندثرت الأواني النحاسية وراحت عليا. ويضيف عبد الرحيم إبراهيم لحام قصدير إن كثيرا من المواطنين كانوا يأتون إليه في حالة تعرض لمبات الكيروسين إلي الكسر للحامها كما كان يقوم بلحام الشيشة النرجيلة وكانت عمليات اللحام تطيل من عمر هذه الأدوات مع ظهور أدوات اللحام الحديثة قد تأثرت مهنة لحام القصدير واختفت مع مرور الزمن.