معروف قارئ الثغر: ساندتني في مواجهة مهاويس مبارك

أشرف معروف مدرس أول اللغة العربية بمدرسة الإقبال القومية بالإسكندرية أحد أقدم قراء الأهرام المسائي والذي لم تكن علاقته الجريدة مجرد علاقة بين قاريء وصحيفته,
بل إمتدت إلي ميادين كثيرة وحملت عبر السنين مواقفا أكثر وأكثر حتي باتت الجريدة هي جزء من حياته, بعد أن وجد أنه أصبح أحد أفراد أسرتها فمن خلالها ينشر آراؤه ويعبر عنها,كما كانت الجريدة هي اللاعب الأهم في أكبر أزمة تعرض لها عندما تم إتهامه بمهاجمة الرئيس الأسبق حسني مبارك.
بدأت رحلة أشرف معروف مع الأهرام المسائي, منذ بدايات صدورها عام1991 وهو يقول عنها: وجدت فيها جريدة مختلفة عن مثيلاتها المنتشرة بالأسواق وتحمل فكرا مستنيرا ووسطيا وتنحاز للقراء وليس لسواهم سواء حاكما أو مسئولا, وكان أكثر ما يميز الأهرام المسائي ولا يزال, هو اهتمامها بالقارئ بشكل كبير, حيث تفتح له مساحات واسعة لإبداء آرائه حتي وإن كانت تتعارض مع آراء الحكومة طالما كانت في حدود اللياقة, ومن هنا أصبحت وعن جدارة الجريدة المسائية الأولي.
يفخر أشرف معروف بأن الأهرام المسائي أنقذته من الضياع وبخاصة فيما يتعلق بمستقبله المهني وهو يقول عن ذلك: وضعت امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي بكلية الإقبال القومية عام2008, وكان هناك سؤال من ضمن الأسئلة عن مقولة عمرو بن العاص التي يقول فيها مصر نيلها مبارك الغدوات وميمون الروحات, حيث طلبت من الطلاب أن يجمعوا كلمة غبراء وأن يأتوا بمضاد كلمة مبارك, ومر الامتحان بسلام ولكن بعد عام كامل فوجئت بوالد إحدي الطالبات يتقدم بشكوي ضدي في الإدارة التعليمية, قال فيها إن ابنته أصيبت بحالة نفسية سيئة بسبب مهاجمتي للرئيس محمد حسني مبارك في الامتحان!
ويتابع أشرف:إثر ذلك تم فتح تحقيق موسع معي وفوجئت بالمحقق يسألني ماذا تقصد بمضاد كلمة مبارك, فأخرجت له كتاب المدرسة للتأكيد له علي أن الجملة موجودة به, وأنني لم آت بها من خارج المنهج كما زعمت الشكوي, ولكن في نهاية الأمر تمت مجازاتي بالخصم5 أيام من راتبي وإيقافي عن وضع الامتحان وكذلك محاولة نقلي من مدرس أول للمرحلة الثانوية إلي مدرس إعدادي وكدت أن يضيع مستقبلي المهني علي يد مهاويس مبارك.
أرسل أشرف معروف عددا كبيرا من الشكاوي للجرائد ووسائل الإعلام لرفع الظلم عنه ولم يجرؤ أحد علي النشر والاستجابة سوي جريدة الأهرام المسائي, وهو يقول عن ذلك: فوجئت بالأستاذ علاء ثابت, رئيس التحرير الحالي ونائب رئيس التحرير وقتها- يتصل بي تليفونيا ويقول لي:لقد أصبت بالغثيان لهذه المهزلة- في إشارة لما حدث معي- وأكد لي أن الجريدة ستقف معي في محنتي لرفع الظلم عني, وبالفعل وجدت في اليوم التالي موضوعا بالصفحة الأولي من الجريدة عن المشكلة بكل تفاصيلها, وواصلت الجريدة النشر علي مدي ثلاثة أيام متتالية حتي استجابة وزير التربية والتعليم وقتها- يسري الجمل- وتم نشر بيان وقتها صادر عن الوزارة بإعادة التحقيق في الواقعة. يتذكر أشرف معروف ما جري حينذاك ويقول: في نفس اليوم اتصل بي معدو برنامج العاشرة مساء للظهور للحديث عن المشكلة, ووجدت الأستاذ علاء ثابت ضيفا معي بالحلقة حيث دافع عني بكل جرأة وقوة, حتي إن مقدمة البرنامج قالت له: أنا فوجئت أن المهتم بالقضية هو جريدة قومية, فرد قائلا: نعم لأننا مقتنعون أن هذا الرجل مظلوم فحاولنا رفع الظلم عنه.
ويتابع: بالفعل اليوم الثالث كان هناك قرار بإلغاء التحقيق الذي تم معي أصدرته وزارة التربية والتعليم ونشرت لي جريدة الأهرام المسائي رد اعتبار بالصفحة الأولي.
كانت الأهرام المسائي ولأكثر من مرة سببا في رفع الظلم عن طلاب الثانوية العامة ويقول أشرف معروف: أذكر أنني راسلت الأهرام المسائي أكثر من مرة منوها عن أخطاء جاءت في ورقة أسئلة اللغة العربية, وتم النشر وتعديل توزيع الدرجات بعد استبعاد الأسئلة الخاطئة, ويضيف: من ذلك ما حدث في أحد الأعوام عندما جاء سؤال يطلب من الطالب ذكر جمع كلمة نسمة وكانت هناك ثلاثة اختيارات للإجابة لا رابع لهم وهي كلمات:نسم ونسمات ونسائم, بينما كانت هناك إجابة صحيحة أخري لكنها لم تكن بين الخيارات وهي كلمة نسم, وعندما تم النشر تدخل وزير التربية والتعليم وقتها- الدكتور حسين كامل بهاء الدين- وأصدر قرارا باعتبار الإجابة بكلمة نسم صحيحة وتم تعديل نموذج الإجابة وكان مسئول قسم التعليم وقتها أيضا هو الأستاذ علاء ثابت- رئيس التحرير الحالي. ويذكر معروف أيضا أنه قد جاءت كلمة بامتحان اللغة العربية للثانوية العامة تحمل إعرابين مختلفين ولم تكن الوزارة في نموذج الإجابة قد وضعت سوي إجابة واحدة فقط تعتبرها صحيحة وعندما راسلت الأستاذ علاء ثابت- مسئول التعليم بالجريدة وقتها- قام بالنشر لأفاجأ في اليوم التالي ببيان رسمي من الوزارة بالاستجابة لما نشر بالأهرام المسائي واعتبار إعراب الكلمة له إجابتين صحيحتين بدلا من واحدة فقط حيث تم تعديل نموذج الإجابة علي هذا النحو, ولتكن الأهرام المسائي من جديد هي طوق النجاه لعشرات الآلاف من الطلاب.
الإسكندرية- أحمد صبري