1) كنا... في الليالي شديدة القيظ... ليالي الصيف في جنوب مصر في الصعيد... كنا... نفترش الأرض... ونحتضن الرمال... رغم سخونتها في النهار إلا أنها في الليل... تحتوي قلوبنا... بحنان وطيبة... من كان منا بغير حذاء... يعبث بأقدامه وصوابعه فيها... ولكن كثيرا ما يري أحدنا...( عقربا)... يتسلل بين الرمال... أو يتسلق أحد الجدران للبيوت القديمة... قدم الجبال المتهالكة التي عفي عليها الزمان... يختبئ... ليلدغ أحدنا ويجري الصبي... ويرفع جلبابه حول وسطه... وبدون خوف ينقض علي العقرب ويشل حركته... لا يخشي سمه أو لدغته... ويكتف قدمي العقرب بخيط شديد... حتي لا يفلت ويكون أسيره ولا يلدغه... وبعد أن ينهك قوته.. ينقض عليه بحجر فيقتله ليتخلص منه. 2) وكان الجراد أيضا حولنا... وكأنه قدر أطفال الصعيد أن يكونوا في مستنقع واحد مع العقارب والجراد...!! والجراد لا يلدغ ولكنه يأكل الزرع ليعيش... ويجري أحدنا... خلف الجرادة... ويكتف جناحيها ويشل حركتها... ويربط قدميها بالخيط... رغم هذا كانت إذا ترك لها الخيط تعتقد أنها حرة... وتطير تحاول الإفلات من القيد؟ 3) إنها الحرية المزيفة... سرعان ما تنتبه الجرادة... أنها مكبلة بخيط رفيع ضعيف... رغم قوتها... لكنها... غير واعية ولم تنتبه له وهو يقيد حركتها... ولا تيأس... الجرادة... من المحاولة... حتي يتركها الطفل... لتعيش... لتنعم بحريتها... فهو مثلها... يعشق الحرية ويكره القيد....!!