أدان مجلس وزراء حكومة جنوب السودان في اجتماع طارئ حادث اغتيال وزير التعاون والتنمية الريفية بحكومة الجنوب جيمي ليمي الذي لقي مصرعه أمس داخل مكتبه بجوبا علي يد رجل مسلح. وطلب المجلس خلال اجتماعه برئاسة سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان, من وزير الشئون الداخلية بالحكومة إصدار بيان حول تفاصيل الحادث. وفي جوبا قال الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان اللواء فيليب أقوير إن وزير التعاون والتنمية الريفية بحكومة الجنوب جيمي ايمي قتل بإطلاق نار عليه من قبل من يعتقد أنه كان سائقا له, وأشار إلي أن مرافقا للوزير قتل في الحادث كما قام الشخص الذي قام بإطلاق النار بقتل نفسه علي الفور. وفي تعليقه علي الحادث, لم يستبعد الناطق باسم الجيس الشعبي أن يكون وقوعه لأسباب شخصية. وأوضح أقوير في تصريح له أمس أن الوزير قتل في مكتبه بمجمع الوزارات بجوبا. ونقل عن شهود عيان أنهم فوجئوا أمس بإطلاق نار في مجمع الوزارات بجوبا وأن قوات الشرطة والاجهزة الامنية هرعت إلي مكان الحادث كما تم إغلاق مؤقت لكل الشوارع المؤدية إلي المكان لمدة ثلاث ساعات.وأفاد شهود آخرون بأن الشرطة ألقت القبض علي شخص واحد, يعتقد أنه كان برفقة زميله الذي أطلق الرصاص علي الوزير, مشيرين في ذات الصدد إلي علاقة مصاهرة تجمع الوزير بالشخص الذي أطلق النار عليه. وفي لندن أدان وزير شئون إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية هنري بيلينجهام أمس مقتل وزير التعاون والتنمية الريفية في حكومة جنوب السودان جيمي ليمي ميلا علي يد أحد الموظفين السابقين في الوزارة. وقال بيلينجهام في بيان أمس:' لقد صدمت وأصبت بحزن شديد لسماعي بمقتل الوزير في حكومة جنوب السودان جيمي ليمي ميلا.' وأضاف:' لامكان للعنف في جوبا وهذه الأخبار بدت محزنة لمجيئها بعد مشاهد الفرح يوم الإثنين التي جاءت احتفالا من شعب الجنوب بالنهاية السلمية للاستفتاء.' وكان نحو99 في المائة من شعب جنوب السودان قد اختاروا الانفصال عن الشمال خلال الاستفتاء الذي جري الشهر الماضي وأعلنت نتائجه الرسمية مؤخرا. من جانبه قال رئيس البعثة الدبلوماسية لجنوب السودان في كينيا مايكل ماجوك إن قيادة الدولة الوليدة ليست في عجلة من أمرها لاستبدال اسم جنوب السودان في الوقت الحالي باسم جديد, مشيرا إلي أن ذلك متروك لاختيار المواطنين أنفسهم. وأوضح ماجوك في تصريحات لصحيفة' الديلي نيشن' الكينية نشرته أمس علي موقعها الإلكتروني أن المؤسسات التشريعية التي سيتم انتخابها من جانب المواطنين ستقرر مسألة الاحتفاظ بالاسم الحالي أو اختيار اسم جديد. وأضاف مازالنا جزءا من السودان وأمامنا6 أشهر من الآن قبل أن نصبح دولة مستقلة, وسوف نحتفظ باسمنا الحالي' جنوب السودان' حتي التاسع من يوليو القادم موعد استقلالنا رسميا عن الخرطوم. وكشف المسئول السوداني الجنوبي عن أنه تم تشكيل لجنة فنية لدراسة اقتراح بتغيير عاصمة جنوب السودان لتكون مدينة أخري غير العاصمة الحالية جوبا نظرا لوجود شكاوي من ولايات أخري ببعدها عنهم. وأشار إلي انه سيتم بالتزامن مع إعلان استقلال جنوب السودان تشكيل حكومة موسعة تضم جميع الأحزاب السياسية للتمهيد لإجراء انتخابات عامة بعد عام ونصف العام لاختيار الحزب الحاكم. علي صعيد ردود الأفعال رحبت تركيا باعتراف الحكومة السودانية بنتيجة الاستفتاء علي انفصال الجنوب, والتي جاءت في صالح الانفصال عن شمال السودان. وقالت وزارة الخارجية التركية, في بيان أمس إن اعتراف حكومة السودان باستقلال الجنوب هو مؤشر علي نضج الديمقراطية في السودان. وأكد البيان أن تركيا ستواصل دعمها للشعب السوداني دون أي تمييز بين الشمال والجنوب مشيرا الي أن الرسائل التي صدرت عن الحكومة السودانية في أعقاب الاستفتاء أكدت علي السلام والتعاون والعلاقات الودية, وهي رسائل جديرة بالثناء. وطالب البيان المجتمع الدولي بأن يأخذ في اعتباره النضج السياسي والديمقراطي, الذي أبداه السودان, وأن يغير من الطريقة التي ينظر بها الي هذا البلد. وأعلن حزب الأمة( الاصلاح والتنمية) قبوله بنتائج استفتاء جنوب السودان الذي تم بإرادة أبناء جنوب البلاد. ودعا الزهاوي ابراهيم مالك رئيس الحزب في مؤتمر صحفي أمس بالمركز السوداني للخدمات الصحفية بالخرطوم, الي بناء علاقة قوية قوامها التاريخ المشترك وتأسيس مشروع تكاملي اخائي في الامن والدفاع المشترك والاقتصاد والتنقل والاقامة واقامة شريط حدودي تكاملي. وأكد مالك سعي حزبه للعمل من أجل وحدة الصف الوطني حتي ينعم السودان بالاستقرار والتنمية. وكانت وزارة الشئون الانسانية السودانية قد وجهت نداء عاجلا الي منظمات الاممالمتحدة والمنظمات الطوعية العاملة في الحقل الانساني, لتدارك أزمة أكثر من500 نازح في ولاية الخرطوم يريدون العودة للجنوب وهم الان في العراء منذ ثلاثة أشهر. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الوزارة أمس مع منظمات الاممالمتحدة والمنظمات العاملة في الحقل الانساني, قدمت خلاله عرضا للواقع الذي يعيشه المئات من النازحين الذين يقيمون في19 مركزا بولاية الخرطوم. وأشار جوزيف لوال أشويل وزير الشئون الانسانية الي عدد من التحديات التي تواجه النازحين في عودتهم الطوعية لموطنهم بجنوب السودان, منها النقل والامن والغذاء والماء والصحة والتعليم. ومن جانبه, رحب جورج شاربنز نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان ومنسق الشئون الانسانية بنداء الوزارة للجهات المختصة والعاملة في الشأن الانساني لمعالجة هذه الازمة, وأبدي استعداد المنظمة الدولية للاستجابة السريعة لاوضاع النازحين.