أسدل العام2015 ستائره, ولملم أوراقه ليودعها خزانة التاريخ, بعدما انتهت أيامه, ليفسح المجال أمام العام الجديد ليبدأ مسيرته في تدوين أحداث البشر وفي المقدمة منهم الرياضيون.. وبنظرة سريعة علي أوراق العام المنتهي ندرك أن الرياضة كانت حاضرة وبقوة من خلال الإنجازات التي سطرتها اللعبات الفردية أو المسماة شهيدة, فيما تراجعت اللعبات الجماعية وتصدرت كرة القدم قائمة المخفقين بجدارة وعلي جميع المستويات أندية كانت أم منتخبات. وقبل الخوض في تفاصيل أحداث العام ينبغي أن نتوقف أمام الطفرة الإنشائية التي شهدتها الرياضة المصرية, ويأتي في مقدمتها مراكز الشباب التي طالتها يد التجديد والتجميل وعلي رأسها درة المراكز في ضاحية الجزيرة الذي بات قبلة لمحبي الرياضة علي اختلاف أعمارهم, إلي جانب المركز الأولمبي بالمعادي, فضلا عن ستادات المحافظات وإنشاء العديد من حمامات السباحة في محافظات الصعيد. أما ثمرة المنافسات الرياضية فتمثلت في بطلات وأبطال اللعبات الفردية الذين رفعوا راية بلادهم في المحافل الدولية رغم أنهم يلعبون في الظل بعيدا عن الأضواء التي يقتصر ضوؤها علي كرة القدم التي حققت فشلا غير مسبوق وعلي جميع الأصعدة, لكن الإنصاف يدعونا لتحية الأبطال في ألعاب القوي والسباحة والرماية والتايكوندو الذين بلغوا نهائيات الأولمبياد المقرر في ريو دي جانيرو صيف العام الجديد, وهناك بطلات وأبطال الأسكواش والكاراتيه الذين تسيدوا بطولات العالم, ولم يكن التفوق والإنجاز من نصيب هؤلاء فقط وإنما امتد إلي متحدي الإعاقة البدنية والذهنية الذين حققوا إنجازات في دورة الألعاب الإفريقية بالكونغو والأولمبياد الخاص بلوس أنجلوس. أما كرة القدم فقدمت أسوأ مالديها عبر تاريخها إذ أخفقت منتخباتها تباعا, ولم يكن لها إلا نجاح حكامها مثل جهاد جريشة في مونديال الشباب بنيوزيلندا, وإبراهيم نور الدين في أمم إفريقيا للناشئين بنيجيريا. هذا ما كان في العام الماضي ليبقي السؤال ماذا أعددنا لنضمن تحقيق الإنجازات في العام الجديد ورفع راية الوطن وعزف نشيده في الأولمبياد عرس الرياضة العالمي, فبحساب الأيام لم يتبق الكثير, وعلي الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات أن تتضافر جهودها من أجل تلبية كل متطلبات الأبطال في فترات الإعداد لنحقق الهدف المنشود, فيجب ألا يعلو صوت علي صوت الإعداد للحلم الأولمبي فبلوغ النهائيات ليس هو الغاية أو نهاية المطاف, وإنما الذهب الأولمبي هو ما ننتظر. وإلي جانب ذلك ننتظر أن يحسم العام الجديد الجدل المصاحب لإنجاز قانون الرياضة الجديد, فلم يعد هناك مبرر لاستمرار حالة اللاقانون هذه بعد انتخاب مجلس النواب, هذا أهم ما ننتظره في العام الجديد.