هل كان يعلم ذلك الفتي المولود في شمال فرنسا سنة1821 م والعاشق للرسم أنه سيدفن في نهاية حياته في تابوت حجري في حديقة المتحف المصري في القاهرة؟؟ إنه أوجست فردينان مريت الذي جاء إلي مصر سنة1850 م في مهمة أثرية مكلف بها من قبل متحف اللوفر في باريس ولكنه سرعان ما استهواه التنقيب عن الآثار والذي نجح فيه نجاحا باهرا وتوالت اكتشافاته مما دفع والي مصري بتعيينه في منصب مأمور أعمال العاديات( الآثار) بمصر, أسس مريت مصلحة الآثار للإشراف علي أعمال تنقيب وحفظ الآثار, وعندما مات سعيد باشا جاء إلي الحكم الخديو إسماعيل الذي دعم مريت ومنحه لقب باشا, واستغل مهارته في الرسم وخبرته الأثرية في وضع المادة التاريخية لأوبرا عايدة وتصميم الكثير من ملابسها والديكورات, وبعد نفي الخديو إسماعيل فترت حماسة مريت ومرض واعتكف في متحف بولاق مع أصدقائه الثلاثة( كلب وقرد وغزالة) وتوفي في عام1881 م ودفن حسب وصيته في تابوت حجري مماثل لتوابيت الفراعنة في حديقة المتحف المصري وأقيم حول قبره نصب تذكاري تخليدا لذكراه.