أحدث قرار المجلس الأعلي للجامعات بإلغاء درجات الحافز الرياضي للطلاب المشاركين في بطولات محلية وقصرها علي البطولات الدولية ردود فعل غاضبة داخل الاتحادات الرياضية والنوادي وبين أولياء الأمور. القرار أعلنه د.أشرف شيحة وزير التعليم العالي, وتلاه دعوة لاجتماع عاجل للاتحادات الرياضية الأوليمبية وaغير الأوليمبية والأندية لبحث الآثار المترتبة عليه. لم يخضع القرار لمناقشة مع الشركاء, وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة ممثلة في إدارة الاتحادات الرياضية.فالقرار الذي يحكم درجات الحافز الرياضي والصادر سنة1997 ينص في مادته الخامسة علي بروتوكول بين وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة للتربية الرياضية, وبين وزارة الشباب والرياضة ممثلة في الإدارة العامة للاتحادات, حيث لا يكفي أن يكون الطالب يلعب في أحد الأندية ومسجل في الاتحاد إنما يجب أن يكون مسجلا, في النشاط الرياضي بالمدرسة ومشاركا في بطولات المدارس,وينص القرار علي منح الطلاب الحاصلين علي بطولات محلية وإقليمية ودولية درجات تبدأ من16 درجة في البطولات المحلية وتصل إلي40 درجة في البطولة الدولية,وتختلف الدرجة حسب المركز الذي حققه الطالب. القرار الجديد الذي أصدره المجلس الأعلي للجامعات منفردا لم يصدر بيان يوضحه أو يبرره,وغالبا من وافق عليه ليس له علاقة بالرياضة,فالوصول إلي مرحلة المشاركات الدولية والحصول علي مراكز وتمثيل مصر تمثيلا مشرفا لن يتحقق إلا بتوسيع قاعدة المشاركين في الرياضة,ولايمكن الوصول للعالمية دون المرور بالمحلية. ومن خلال تجربة خاصة في ممارسة بناتي رياضة الكرة الطائرة وهي لعبة جماعية-لايمكن بروز نجوم للمشاركة في بطولات دولية إن لم تكن هناك قاعدة وبطولات محلية قوية,واهتمام ناد مثل نادي الشمس بلعبة الكرة الطائرة, كان نتيجته تصعيد عدد كبير من اللاعبات للمنتخب القومي واللعب في البطولات الدولية,ووصول لاعبات للعب الدولي لم يكن ليتحقق دون وجود لاعبات بمستوي عال,والحصول علي البطولات الدولية لايتحقق دون إحراز بطولات محلية.( ملحوظة بناتي التحقن بالجامعة أي لايوجد دافع شخصي للدفاع عن بقاء درجات الحافز). أعتقد أيضا أن من وافق علي إلغاء درجات الحافز الرياضي يجهل تأثيرات ممارسة الرياضة التربوية والتعليمية,فالطالب الذي يمارس الرياضة أفضل صحيا ونفسيا وأخلاقيا,وقدرته علي التحصيل أعلي, وكذلك قدرته علي مواجهة المشكلات والعمل الجماعي أعلي. من شارك في إصدار هذا القرار لايعلم الجهد المبذول من الطالب الذي يقضي في المتوسط أربع ساعات يوميا, وبعض الرياضات مثل السباحة تتطلب التدريب في الفجر قبل موعد المدرسة وفي المساء,وهذا الوقت المبذول في التدريب علي حساب الترفيه,أولياء الأمور لايقضون الساعات في متابعة التدريبات والتوصيل, وإنما ينفقون علي اللعبة بسبب تراجع ميزانيات النوادي, أولياء الأمور يشترون الملابس ويتحملون نفقات الانتقال والسفر والإقامة. من شارك في هذا القرار لم يطلع علي نتائج الاختبارات الخاصة باللياقة البدنية والحالة الصحية للراغبين في الالتحاق بالكليات العسكرية وكلية الشرطة, والتي تدعو للأسي والحزن علي الحالة الصحية لشبابنا. قضية درجات الحافز الرياضي سبق إثارتها عندما تقدمت تلميذة سجلت براءة اختراع بطلب الحصول علي درجات تفوق علمي أسوة بدرجات التفوق الرياضي,وقتها قال د.محب الرافعي إن مركز بحثي يتبع الوزارة يقوم باستطلاع رأي أولياء الأمور في درجات الحافز الرياضي ولم نعرف هل انتهي استطلاع الرأي أم لا؟ ليس معني أن تطلب تلميذة متفوقة علميا درجات الحافز,إلغاء الحافز الرياضي ولكن طلب التلميذة فرصة لمناقشة كيف نحفز أبناءنا علي التميز والإبداع, نقاش يشارك فيه الجميع. ويبقي سؤال هل اطلع وزير التعليم العالي وأعضاء المجلس الأعلي للجامعات علي الجامعات الأجنبية التي تخطف الأبطال الرياضيين وتقدم لهم منحا للدراسة المجانية؟ [email protected]