أكد الأزهر الشريف رفضه التام لكل محاولات التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية, واستغلال مطالبها المشروعة التي ينادي بها شبابها المخلص انطلاقا من وطنيته الخالصة, ومصريته النقية الصادقة, مضيفا أنه يتابع بقلق بالغ التصريحات والفتاوي الإقليمية والعالمية التي تتناول الشأن المصري الداخلي. وحذر الأزهر في بيان أمس من إثارة المشاعر, ومن اللعب بعواطف الجماهير عبر فتاوي دينية صدرت بالأمس القريب من مرجعيات فقهية ورموز دينية دعت فيها إلي فتنة حرمها الله ورسوله, وأجمع المسلمون جميعا علي تأثيم كل من يدعو إليها. وأدان بشدة السياسات الإيرانية التي تستخدم مرجيعاتها الدينية العليا وتسخرهم لتصدير النداءات التي تتناقض مع مبادئ الإسلام وتخرج خروجا سافرا علي صريح القرآن والسنة وإجماع الأمة. كما أكد رفضه التصريحات الأوروبية الأمريكية التي تنتهز الفرص وتحاول العبث بالشأن المصري في الوقت الذي تقف فيه هذه السياسات عاجزة ومشلولة كليا عن تقديم أي عون يقف في وجه الانتهاكات الصارخة التي تمارس يوميا ضد شعوب المنطقة, وضد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي. أضاف البيان قائلا: الأزهر إذ يحذر كل هؤلاء شرقا وغربا يذكرهم ويعيد علي أسماعهم أن مصر بتاريخها العريق, وبعناية الله تعالي التي لم تفارقها لحظة, وبما قدمته للدنيا كلها من حضارة وعلم وفنون وآداب قادرة دائما علي تجاوز كل ما يمر بها من أزمات, والخروج من كل ذلك أصلب عودا وأكثر قدرة علي صنع الجديد من نماذج الإصلاح والتقدم والتطور. وناشد الأزهر الشريف شباب مصر المخلص أن يتماسك ويتجمع علي كلمة واحدة من أجل نهضة حقيقية تعود بالأمن والأمان والحرية والرخاء علي مصر والمصريين, ووجه رسالة لهم قال فيها: فلتكن أعينكم أيها الشباب علي المستقبل الذي نراه مشرقا بكم ولكم بإذن الله تعالي. ودعا البيان للشهداء من شباب مصر بالرحمة والرضوان, كما قدم التعازي لأهليهم وذويهم.