تدخل كلية الاقتصاد المنزلي إلي ساحة المنافسة في سوق العمل المصرية بقوة, بعدما نجحت خلال العام الحالي في استحداث قسم جديد, في مجال التغذية العلاجية, من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية في مصر, خصوصا بعدما أثبتت الدراسات الحديثة إن نحو90% من أمراض المصريين سببها الرئيسي هو سوء التغذية. ويقول الدكتور أشرف عبد العزيز عميد كلية الاقتصاد المنزلي, ان هذا القسم من شأنه أن يحدث ثورة في مصر, اذا ما حظي بالاهتمام الكافي من قبل الدولة, مشيرا الي ان فترة الدراسة داخل هذا القسم من شأنها ان ترفد سوق العمل الطبية في مصر, بمتخصصين يساهمون بما نجحوا في تحصيله من علم, حول اصول التغذية الصحيحة, في توفير حياة صحية افضل للمصريين. يحصل الطالب خلال سنوات الدراسة في هذا القسم بكلية الاقتصاد المنزلي, علي تدريب عملي في المصانع والمستشفيات, ليحصل علي خبرة عملية بجانب الدراسة الأكاديمية ليصبح إخصائي تغذية علاجية, ويقول الدكتور عبد العزيز: يدرس الطالب في برنامج التغذية العلاجية الجانبين الطبي والتشريحي للانسان, وقد فكرنا في استحداث هذا القسم بعد أن وجدنا إقبالا كبيرا من الأطباء والصيادلة وأطباء العلاج الطبيعي, علي دبلوم التغذية العلاجية التي قدمناها منذ سنوات, وقد حصل الخريجون علي تصاريح رسمية لافتتاح مراكز للعلاج بالتغذية, لكن رغم ذلك يواجه خريج الكلية الذي درس التغذية العلاجية لمدة أربع سنوات عقبات في العمل, حيث لا يستطيع أن يحصل علي تصريح من وزارة الصحة بافتتاح مراكز أو عيادات خاصة, ولا يسمح لهم بممارسة العمل إلا من خلال طبيب بشري, بالرغم من أن هناك خريجي كليات عديدة يسمح لهم بالعلاج مثل خريجي كليات الزراعة, وقد طلبنا من وزارة الصحة مرات عديدة اعتماد خريجي الكلية للحصول علي تصاريح, وكان الرد دائما بالرفض بحجة أنهم لم يدرسوا علوما طبية وتشريحية, فكان التفكير في استحداث منهج جديد يجمع بين الجانب الطبي وبين علوم الأطعمة والعلاج بالغذاء ما هي مجالات أو أماكن العمل.التي توفر للخريج فرص العمل؟ -تخصص إخصائي التغذية العلاجية أصبح له تقديره علي مستوي العالم, وأصبحت المهنة مطلوبة في بعض المؤسسات في مصر وخارج مصر بصفة خاصة, لاهتمام الكثير من المؤسسات مثل المدارس والمؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية, سواء للمسنين أو للأيتام, وكذلك المستشفيات بهذا التخصص, ولكن للأسف في مصر لم يأخذ هذا التخصص حقه في المستشفيات تحديدا, فنجد طعام المرضي في أي مستشفي موحد رغم اختلاف الأمراض, ولا يدرك القائمون عليها أن طعام مريض الكبد مثلا, يختلف تماما عن طعام مريض القلب, وخاصة أن الأبحاث أثبتت أن90% من الأمراض سببها سوء العادات الغذائية ونسبة النجاح في العلاج تتوقف علي تعديل الغذاء. وما رأيك في انتشار قنوات الطهي التي تقدم عشرات الأصناف المختلفة من الطعام يوميا, وهل تعتقد أن خريجي هذا القسم سيجدون مجالا للعمل في مثل هذه القنوات؟ -هذه القنوات في حد ذاتها كارثة تهدد حياة المصريين, فمعظم هذه البرامج يقدمها هواة غير متخصصين في التغذية, وأحيانا يضعون في الوصفة الواحدة مكونات عديدة بدون دراية بالآثار الجانبية الناتجة عن اجتماع هذه المكونات في صنف طعام واحد, فبعض الأطعمة تصبح شديدة الخطورة إذا تم تناولها مع أنواع أخري, والكارثة أنها تنشر مفاهيم خاطئة بين المشاهدين, فمثلا نجد بعضهم يؤكد أن المشويات طعام صحي للغاية, في حين أنها أشد خطورة من أي طريقة طهي أخري للحوم, بسبب تكسير البروتين الذي يصبح عبئا علي الكلي وللأسف.. نجد أطباء كثيرين ينصحون المرضي بتناول المشويات, فهذه القنوات تتسابق لتقديم أطباق شكلها حلو وطعمها حلو بدون النظر لنسبة الدهون وتناسق المكونات. لماذا لا تحظي كلية مثل الاقتصاد المنزلي بالاهتمام رغم ما تضيفه للطالب من خبرات تؤهله لسوق العمل بسهولة؟ - الكلية لها دور مهم في بناء كوادر مهنية وفنية ماهرة وتحتاجها الدولة, في إطار خطة التنمية التي نسعي لها, ولكن الطاقة الاستيعابية للكلية نحن الذين نحددها حسب قدرة الكلية وإمكانياتها الحالية, ونطلب من مكتب التنسيق أعدادا معينة, وعادة ما تأتينا أعداد راغبين في الالتحاق أكثر من التي نطلبها, وقد طلبنا هذا العام ألف طالب, تم توزيعهم علي أقسام الكلية بتنسيق داخلي, حيث نحتاج لقسم التغذية العلاجية30% من الناجحين, وينضم لقسم الملابس والنسيج25%, وقسم الاقتصاد المنزلي15%, ونفس النسبة لقسم الاقتصاد التربوي, ونسبة مماثلة لقسم الصناعات الجلدية. وعلي أي أساس يتم تحديد هذه النسب؟ - يتم تحديدها عادة بناء علي نسبة الطلب في سوق العمل داخل وخارج مصر, لذلك لا يوجد خريج من الكلية بدون عمل, ويزداد الإقبال عادة علي خريجي قسم المنسوجات وإدارة المؤسسات الاجتماعية والتربوية, ولكن قسم المصنوعات الجلدية يعتبر قسما حديثا نسبيا تم إنشاؤه بناء علي حاجة السوق المصرية, والرغبة في تطوير مجال صناعة الجلود, وتعتبر الكلية هي أول كلية بالشرق الأوسط تنشئ مثل هذا القسم. ولدينا مصنع مجهز ومزود بأحدث المعدات التكنولوجية في العالم في مجال صناعة الجلود. كيف تساهم الكلية من خلال خريجيها في تنمية صناعة المنسوجات والملابس؟ -تقدم الكلية خريجين متميزين في شتي تخصصات صناعة النسيج والملابس الجاهزة, ولا أذيع سرا عندما أقول بأن الكلية يلتحق بها طلبة من الدول العربية, وليس من مصر فقط, وهناك خريجون هم الآن من بين الأسماء الشهيرة في مجال الموضة والأزياء علي مستوي الوطن العربي, حيث يحصل الطلبة علي تدريب جيد أثناء الدراسة من خلال مصنع متكامل ملحق بالكلية للنسيج والملابس الجاهزة. ومؤخرا قامت إحدي الخريجات بتنظيم عرض أزياء في إحدي الدول العربية علي مستوي عالمي. وهذا يعني أن الكلية قادرة علي ضخ عمالة مدربة بمهارة عالية حسب حاجة السوق سواء المحلي أو العربي لتساهم في تحقيق تنمية حقيقية.