نظم أمس المثقفون المشاركون في الدورة الثلاثين لمؤتمر أدباء مصر المقام بأسوان وقفة داعمة للسياحة ورافضة للإرهاب أمام رمز الصداقة المصري السوفيتي بحضور اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان ود.محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعدد من القيادات الثقافية في المحافظة. وقال المحافظ إن وجود ما يقرب من500 مثقف من كل ربوع مصر هو حدث كبير خاصة أنهم أتوا ليطلقوا رسالة داعمة للسياحة من هنا, كما دعا المثقفين للكتابة عن أسوان وما رأوه فيها ودعمها بشكل أكبر من خلال كتاباتهم. وأكد أبو الفضل بدران أن تجمع المثقفين في هذه الوقفة هو رسالة للعالم كله أن مصر بلد الأمن والأمان وأن الثقافة دائما في مواجهة الإرهاب. وقال عبد الحافظ بخيت أمين عام المؤتمر نوجه رسالة للعالم أن الثقافة في مصر مازالت مسيطرة وقادرة علي مواجهة الإرهاب وأننا في هذه اللحظة نرفض التطبيع مع العدو ونرفض الهيمنة الثقافية ونأمل أن نرسم سياسة ثقافية للمستقبل ونعلن من هنا أننا سنصنع ثقافة حية وكما كانت مصر مصدرا لتعليم العالم سوف تظل كذلك دائما. وبسبب الوقفة والتي كانت غير مدرجة ضمن برنامج المؤتمر حدث ارتباك في مواعيد الندوات مع الحرص علي إقامة كل الندوات المدرجة في البرنامج بالرغم من ذلك, وبدأ البرنامج بندوة عن المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية واعترض عدد كبير من الحضور خلالها علي اختيار اسم الراحلة رضوي عاشور لهذه الدورة, مؤكدين أنها لا تحتاج إلي تكريس لكن هناك أسماء للمثقفين الذين أعطوا للهيئة وللثقافة الكثير نحتاج إلي تكريسهم والتعريف بهم, وكان علي رأس المعترضين الشاعر شعبان يوسف وأشار في كلمته الي أن هناك شخصيات أخري تحتاج لهذا النوع من التكريم مثل فؤاد حجازي وقاسم مسعد عليوة. وأضاف أن في الخمسينيات والستينيات كانت للدولة قبضة قوية علي المؤسسات الثقافية, لكن بعد الهزيمة كانت المؤسسات الثقافية غير الرسمية هي من تحمل الثقافة والمثقفين علي عاتقها في الوقت التي كانت فيه الدولة عدوا للثقافة, وفي السبعينيات معظم الذين أصدروا أعمالهم كانت علي نفقاتهم الخاصة وأصدروا مجلات من خلال جمعيات ثقافية أقيمت في هذا التوقيت فمؤسسات المجتمع المدني ليست التي تتلقي تمويلا من الخارج فقط وأيضا دور النشر والمكتبات الخاصة, وأعتقد أن دور النشر حملت راية الأدب الطليعي في العقود الأخيرة ونعرف كثيرا من الكتاب نشأت في تلك الدور واشتهرت في الوقت الذي وجدوا فيه صعوبة في النشر الحكومي, وبالقياس نجد أن الروايات التي ساهمت في تطوير النشر الثقافي صدرت عن دور نشر خاصة وورشة الزيتون كانت نتاجا لهذا النوع من الحراك عام.1979 ومن جانبه قال الكاتب محمد السيد عيد والذي شغل مناصب عديدة بالهيئة أنه يجب أن تهتم المؤسسات الثقافية بالمناطق الحدودية من خلال معاملة ثقافية خاصة تتفق مع طبيعتهم الاجتماعية لأن هذه المناطق هي بوابات لمصر, مضيفا أنه حان الوقت لعمل ميكنة لهيئة قصور الثقافة وأن تكون التكنولوجيا وثيقة الصلة بنشاطها, لمواكبة العصر خاصة للتواصل مع الرواد كما يمكن ان يقام نادي أدب إلكتروني ينشر عليه الأدباء أعمالهم بدلا من التسابق علي النشر الإقليمي. وأضافت الباحثة والدكتورة أحلام فكري أن المؤسسات الثقافية المستقلة غير الرسمية لها دور كبير ونشاطات تقوم به في الشارع ورغم ذلك لا تخضع للمراقبة, موضحة أن الثقافة لا يمكن أن تعمل بعيدا عن التعليم والإعلام فيجب أن تعود الأنشطة الثقافية الي المدارس لأن الثقافة منتشرة وتتداخل مع جميع المجالات. وفي مداخلة لها قالت د. هويدا صالح نحن في حاجة كبيرة لثقافة الحدود لأن أي شبر نتركه تحتله أفكار أخري ونحن من تنازلنا وأهملنا في الأماكن التي يحتلها الارهابيون.