حالة من الارتباك والتوتر أصابت رئيس الحكومة التركيةرجب أردوغان بعد تصاعد الأزمة بين موسكووأنقرة علي خلفية إسقاط تركيا المقاتلة السوخوي-24 الروسية. حادث عقبته فترة شهدت تبادل الاتهامات بين الجانبين وأسفرت بالنهاية عن تراجع أنقرة أمام هجوم الدب الروسي. الأمر الذي كشفته بعض تصريحات أردوغان التي أبدي من خلالها تراجعه عن فكرة عدم الاعتذار للجانب الروسي زاعما أن أنقرة لم تتعمد اسقاط الطائرة الروسية وأنه لا يريد الإساءة لعلاقات تركيا مع روسيا, وأنه بادر بالاتصال بالرئيس الروسي معلنا عن رغبته في لقاء يجمعهما علي هامش قمة المناخ المنعقده في باريس; الأمر الذي قوبل بالرفض من الجانب الروسي الذي فرض عدة قيود تحذر التعامل مع الجانب التركي بعد تلك الحادثة. وتتصف سوخوي24 بأنها طائرة من النوع المتوسط وليست من القاذفات الإستراتيجية بعيدة المدي القادرة علي حمل الصواريخ المجنحة والقنابل الثقيلة والنووية, ولكنها قاذفة مخصصة لإنزال القنابل الموجهة والعادية ذات القدرات التدميرية الكبيرة علي المواقع والتحصينات الأرضية المعادية, وتطير بسرعات أقل من السرعة التي تحلق بها الطائرات الاعتراضية أو المقاتلة, لضرورة حملها أكبر قدر ممكن من القنابل, بما يجعلها عاجزة عن القيام بمناورات الاشتباك الجوي مع الطيران المعادي, الأمر الذي يحرمها فرصة الرد وحماية نفسها مما يفسر عدم دفاعها عن نفسها والاشتباك مع المقاتلة التركية. وتلخص حادث استهداف القاذفة الروسية في اصابتها بصاروخ جو-جو استهدف اسقاطها بزعم اختراقها المجال الجوي التركي,أطلقته مقاتلة تركية من طرازاف16 تسللت من الخلف, وذلك أثناء عودتها إلي مطار حميميم السوري من مهمة ألقت خلالها حمولتها علي معاقل الإرهابيين في شمال سوريا.. وذلك حسب ما ذكرته قناة روسيا اليوم في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني كشفت خلاله سبب توجه القاذفة الروسية دون أن ترافقها مقاتلات أو طائرات اعتراضية, نظرا لاعتبار الجانب الروسي أن تركيا بلد صديق وعلي علم بموجب مذكرة تم توقيعها مع التحالف الدولي ضد داعش بأن الطائرات الروسية تجوب الأجواء السورية وبمحاذاة الحدود التركية. وقد دفعت هذه الحادثة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي يعرفه البعض باسم القيصر إلي اتخاذ عدة اجراءات حاسمة تمنع أية تعاملات مع الجانب التركي في ردة فعل موازية عقبت تلك الضربة..فقام بتوقيع مرسوم يقضي بفرض قيود علي السلع المستوردة من تركيا, وأمر بوقف الطيران التجاري معها, ووقف العمل بنظام الإعفاء من التأشيرات لدخول الأتراك إلي روسيا, وأمر الشركات الروسية بوقف العمالة التركية اعتبارا من العام المقبل..الأمر الذي أجبر أردوغانأن يبدي اعتذاره للجانب الروسي وأسفه حيال الحادثة حفظا لماء الوجه ومحاولة للتنكر من دلائل مساندته للإرهاب أمام الشعوب. وأري أن هذه الحادثة كانت بمنزلة مرآة كشفت عن نية الرئيس التركي في مساندة الإرهاب الداعشي في سوريا..فبينما يزعم أنه لا يريد التصعيد في المنطقة, وأن ارسال موسكو صواريخ إس400 إلي سوريا تطور سلبي لتركيا وغيرها من أعضاء التحالف الدولي, وأن بلاده لا تريد المشاركة في هذا السياق..في الوقت ذاته نشرت عدة وسائل اعلام روسية صورا يظهر فيها بلال رجب أردوغان نجل الرئيس التركي بصحبة قيادات داعش. ويتجسد أمام ناظري غباء أردوغان الذي يرتدي عباءة المعزول محمد مرسي في الانصياع للأوامر الامريكية وتنفيذها دون أن يعي عواقب أفعاله, أو يحسب لها, ثم يبدأ بالتراجع والارتباك حين يستشعر الخطأ, فتتضح خيانته لدول المنطقة ومساندته للمخطط الإرهابي عليها, ولكنه لا يدرك أن المكر السييء لا يحيق الا بأهله.