سرعة جنونية وجشع وزيادة الأجرة بالإكراه ومشاجرات ومناوشات مستمرة بين السائقين بعضهم البعض ومع الركاب.. كانت هذه جملة المشكلات التي ساقها إلينا مجموعة من ركاب الميكروباص الذين لا يخلو يومهم من مشاجرة أو أكثر حسب حالة الطريق. في مشهد معتاد يبدأ بأصوات متداخلة حيث ينادي كل سائق علي زبائه بإعلان خط السير وانتظار تحميل الركاب وغلق الأبواب إن وجدت وبدء الرحلة التي قد يسبقها بعض المناوشات سواء داخل الموقف أو خارجه إذا كان التحميل عشوائيا. بدأنا الرحلة بأحد المواقف العشوائية لميكروباصات الحلمية وقررنا ألا يقتصر الحديث علي الركاب فقط بل كان للسائقين نصيب ولو من باب الرد علي ما ساقه المواطنون, كانت البداية مع أحمد كمال طالب جامعي حيث يؤكد أن الميكروباص وسيلة مهمة جدا ولا يمكن الاستغناء عنها في الشارع رغم المشكلات التي يتسبب فيها مؤكدا أنه الوسيلة الأساسية للمصريين مشيرا إلي أنه الأسرع والأكثر انتشارا داخل الشوارع. ويقول محروس نبيل موظف إن الميكروباص بكل عيوبه منستغناش عنه علي حد وصفه, مشيرا إلي أن مشكلة السائقين الذين يعملون عليه أنهم اعتادوا ما يقومون به يوميا سواء من سرعتهم الجنونية أو مشاجراتهم مع الركاب والسائقين الآخرين ولكنهم الأقدر علي القيام بهذه المهنة الصعبة. وتضيف أم شريف ربة منزل أنها تفضل الميكروباص علي ركوب مترو الأنفاق مثلا نظرا للزحام الشديد في الثاني علاوة علي كثرة الصعود والنزول علي السلالم داخل وخارج المحطات بخلاف الميكروباص, ولكنها تطالب فقط بضرورة الكشف علي السائقين مؤكدة أن معظمهم بياخد برشام ومخدرات إلا من خاف ربه علي حد قولها. ويقول إبراهيم السوداني مدرس ثانوي إنه لا يستخدم الميكروباص أبدا ويمنع أولاده من ركوبه مشيرا إلي خطورته لأن معظم السائقين يقودون بسرعات كبيرة حتي في الطرق المزدحمة كما أنهم يتعاملون بشكل سيئ مع الركاب. ويطالب بتدخل الحكومة لضبط أوضاع هذه الوسيلة باعتبارهم الأهم والأكثر انتشارا في الشوارع قائلا لازم كشف دوري علي السائقين, معظمهم بياخد أدوية ومنشطات, مشيرا إلي أهمية التواجد الأمني داخل مواقف الميكروباصات وعلي طول الطريق. ويقول مصطفي صبحي خريج كلية الهندسة إن أي مهنة بها الجيد والرديء وبالتالي لا يمكن التعميم فهناك عدد من السائقين الذين لا يتسببون في أي مشكلات وبحوزتهم الرخصة باستمرار, ولكنه ينصح بضرورة الكشف والتحليل دوريا للسائقين وفي حملات مفاجئة لإعادة الانضباط إلي الشارع مرة أخري لمزيد من الاطمئنان لدي الركاب. ويقترح أسامة محمد صاحب محل تجاري فكرة السائق الحكومي لتتحول هذه السيارات إلي الملكية العامة حتي تستطيع التعامل مع كافة المشكلات التي يتسبب فيها الميكروباص وكذلك للاستفادة من إيراداته, وفي نفس الوقت يطمئن كل سائق علي مصيره ويصبح لديه دخل ثابت مثل أي موظف. ويوضح سعيد محمد سائق ميكروباص أنهم يعملون أكثر من16 ساعة في اليوم ويتعرضون لكل شيء ويكفيهم زحام النهار حتي يظهروا بهذه الصورة التي يراهم البعض عليها, واستطرد قائلا احنا مش ملايكة بس كمان مش كلنا شياطين, أنا شخصيا بنام6 ساعات بس في اليوم وعندي عيال وبسوق كويس عشان بخاف علي نفسي زي ما بخاف علي الأرواح اللي معايا. ويقول صلاح أيوب طالب بكلية الحقوق إنه يختار الميكروباص دون غيره من وسائل المواصلات لأنه الأسرع والأرخص ولكنه انتقد الحالة التي وصل إليها بعض السيارات الميكروباص حيث أصبحت متهالكة بدون أبواب أو زجاج والكراسي بها تالفة مشيرا إلي ضرورة وقف هذه السيارات المتهالكة وحظرها حتي لا تتسبب بكارثة, أما عن السرعات الجنونية التي يقود بها بعض السائقين يقول أنا بركب وبسيبها علي الله. ويري محمود حامد علي المعاش أن عدم وجود قوانين وضوابط صارمة في المرور علي سيارات الميكروباص تسببت في الوصول إلي هذا المستوي المتدني سواء أخلاقيا أو علي مستوي المخالفات المرورية, وتساءل عن عقوبة السرعة الزائدة علي الطريق ولماذا لا يتم منع كل من يخالف من القيادة ولو لفترة ومنعه نهائيا إذا تكرر الأمر, مشيرا إلي ضرورة قيام رجال المرور بدورهم تجاه ضبط المخالفين وعدم التهاون معهم تحت أي ظرف. ويقول هاني كلايب- سائق ميكروباص إن المواطنين يعتقدون أن كل سائق ميكروباص يتعاطي المخدرات ومسجل خطر, ليستطرد حديثه بنبرة حزينة قائلا احنا عندنا عائلات وفي مننا كتير خريجي جامعات وبنشتغل عشان نوفر لنفسنا فرص عمل.