في3 مواكب جنائزية مهيبة امتزجت فيها مشاعر الحزن والغضب من قبل أهالي شهداء الحادث الإرهابي الخسيس الذي نال من المشرفين علي العملية الانتخابية من رجال القضاء والشرطة بمدينة العريش بشمال سيناء عقب استهداف الفندق الذي كانوا يقيمون فيه صباح اليوم التالي لانتهاء الانتخابات من قبل مجموعة من العناصر التكفيرية. خرجت جثامين الشهداء من محافظاتكفر الشيخوالمنوفيةوسوهاج ملفوفة بعلم مصر مرفوعة علي الأكتاف من أصدقاء وأهالي الشهداء وسط هتافات تندد بالإرهاب وتطالب بسرعة القصاص من التكفيريين.. وفي سوهاج ودع الآلاف من أهالي قرية أولاد نصير شهيد القضاة المستشار عمرو محمد حماد إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة والذي استشهد في العملية الإرهابية الخبيثة. تقدم الجنازة الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج واللواء أحمد أبو الفتوح مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج واللواء اشرف أبو المكارم مفتش الأمن الوطني والدكتور نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج وعدد كبير من المستشارين والقضاة بالمحافظة وخرج الجثمان ملفوفا في علم مصر في جنازة مهيبة عقب الصلاة عليه في مسجد القرية بمسقط رأس الشهيد إلي مثواه الأخير وسط بكاء ودموع الجميع وتحولت الجنازة لمظاهرة ضد الإرهاب. وفي المنوفية لم يختلف المشهد كثيرا إذ غطت سماءها سحابة الحزن عقب توديع الالاف من أهالي قرية مليج بشبين الكوم جثمان الشهيد أمين شرطة علي سعيد نعمة الله الذي كان حائط الصد الأول لمنع دخول الارهابيين للفندق فأطلقوا عليه وابلا من الرصاص أسقطه شهيدا وتقدم جنازة الشهيد اللواء هشام أبو شادي رئيس مدينة شبين الكوم والقيادات الأمنية بالمحافظة. وبكلمات تملؤها الحسرة قالت عطيات علي عسكر والدة الشهيد التي يقترب عمرها من الستين: إنني مستعدة لتقديم أولادي الثلاثة أمناء الشرطة فداء لمصر مؤكدة انها تحتسب فلذة كبدها عند الله ودعت له بالرحمة والمغفرة وأن ينير الله قبره ويسكنه فسيح جناته... وأضافت أم الشهيد: كان علي رحمة الله عليه بارا بي ووجها للخير وقبل سفره للعريش بساعات قليلة حرص علي وداعي وقام بتقبيل رأسي ويدي وطلب مني أن اتوجه لله بالدعاء له وهو كان يجاهد في سبيل الله محبا لعمله ومن جهة اخري بدت علامات الانهيار الشديد علي وجه زوجة الشهيد موظفة والتي لم تتمالك نفسها من هول الصدمة المدوية وربط لسانها علي كلمات منهم لله الكفرة حسبي الله ونعم الوكيل فيهم حرموني و أولادي من أعز شيء في الوجود.. بينما انهمر اطفال الشهيد في بكاء شديد وهم زياد7 سنوات تلميذ بالصف الثاني الابتدائي ويوسف5 سنوات والطفل الثالث لم يتجاوز عامه الاول.. وقال محمد شقيق الشهيد أمين شرطة بقطاع النجدة بشبين الكوم انه علم بالخبر من الاصدقاء بالقرية عقب الاتصال به قائلين له:ان شقيقك استشهد بالعريش في حادث ارهابي وأضاف والدموع تنهمر من عينيه: وقتها لم اصدق ماسمعته باذني من هول الصدمة والذهول وانتقلت فورا للقرية وتيقنت من الخبر رحم الله اخي رحمة واسعة ومن جانبه قال عماد الشقيق الثاني للشهيد انه يعمل امين شرطة ايضا بجنوب سيناء ولن اقول الا الحمد لله علي كل حال فنحن فداءا للوطن واتوجه إلي الله بأن يتغمد اخي بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته. من جهة اخري كانت اثار الصدمة لفراق الشهيد علي نعمة الله ذات وقع شديد القسوة علي الاهل والاصدقاء حيث أشار محمد العبد من اهالي القرية ان الفقيد كان يتمتع بيننا بدماثة اخلاقه وحبه للجميع وأشار سعيد متولي شقيق زوجة الشهيد ان دماء الفقيد غالية ونطالب بالقصاص الناجز والعادل من هؤلاء الارهابيين القتلة كما اضاف مجدي ابو حبيبة- زوج شقيقة الشهيد-اننا قمنا باداء صلاة الجنازة علي روح الفقيد بالمسجد الكبير بالقرية وعقب ذلك توجهنا في جنازة عسكرية مهيبة لوداع الجثمان الذي واري الثري بمقابر العائلة وقد طالبت عائلة الشهيد الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية باطلاق اسم الشهيد علي احدي مدارس القرية تخليدا لذكراه. وفي كفر الشيخ شيع أهالي قرية الصافية بكفر الشيخ جثمان الشهيد عريف حمادة صابر إبراهيم أحد شهداء الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع أمس الأول أمام فندق القضاة بالعريش وأسفر عن وفاة قاضيين وعدد من رجال الشرطة. وتحولت الجنازة إلي مظاهرة ضد الارهاب وتنظيم الاخوان وردد الاهالي هتافات منها لااله الاالله الارهاب عدو الله وياشهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح إلي أن تم دفن الجثمان بمدافن الأسرة. وأثناء تشييع الجثمان أصيبت والدة الشهيد بحالة تشنج عصبي وانهيار تام بعد نوبة طويلة من البكاء الهيستيري ورغم التفاف السيدات حولها لتهدأتها فإنها كانت تهدأ لثوان ثم تعود للبكاء الشديد مرة أخري وقالت عايزه الرئيس يثأر لابني هو كان أملي الوحيد بعد ربنا.. يا حبيبي يا بني كل دا كان مستخبي لك فين. كما أصيبت زوجته بحالة إغماء وذهول من هول الصدمة وأخذت تردد كلمات غير مفهومة وقال محمد الشهاوي أحد أبناء القرية ان الشهيد كان( طوب الأرض يحبه كما يقول) لافتا إلي أنه كان اجتماعيا ويشارك الاهالي في مناسباتهم رغم ظروفه المادية الصعبة مطالبا المسئولين بإطلاق اسم الشهيد علي احدي المدارس بالقرية وتوظيف شقيقه والنظر إلي قريتهم التي بها العديد من المشاكل ونقص الخدمات. ويضيف صالح شلبي أحد جيران الفقيد قائلا إن الشهيد مازال عريسا حيث تزوج منذ شهرين فقط وانه كان محبوبا بين شباب القرية ويؤدي الصلوات في أوقاتها لافتا إلي أن الشهيد له شقيقان أحدهما بنجدة دسوق ويدعيياسر والثاني إبراهيم حاصل علي مؤهل متوسط عاطل بالإضافة إلي5 شقيقات متزوجات ووالده متوفي ووالدته ست بيت. وقال عادل عبدالسلام شلبي خال الشهيد انه دوما يتمني الشهادة ويدعو بذلك باستمرار وودع أهل القرية في الزيارة الأخيرة متوقعا أنه سينال الشهادة وحكي أحد زملاء الشهيد والذي جاء مرافقا لجثمانه ظروف الحادث مشيرا إلي أن الشهيد وزملاءه فوجئوا بسيارة مفخخة تهاجم مقر إقامة القضاة واللجان الانتخابية وحينما تصدي لهم الشهيد وبعض الجنود بالطلقات الرصاصية أطلقوا عليهم النيران بغزارة