مصر المحروسة دائما ستظل شامخة قوية, قادرة علي تجاوز التحديات والصعوبات مهما اشتدت وظن أعداؤها والمتربصون بها أن لحظة الثأر منها ومن مواقفها الثابتة قد حانت. مصر المحروسة ستظل أبدا إلي نهاية العالم الأمة التي تنير الطريق لأمتها نحو العزة والكرامة, والوقوف أمام مخططات الهيمنة, وبسط النفوذ. لن يستطيعوا مهما تبلغ مؤامراتهم إشاعة الفوضي فيها, ولن يتمكنوا من اختراق جبهتها الداخلية برغم المظاهر التي أحزنت كل مصري أمس علي عمليات التدمير والتخريب للمنشآت العامة والخاصة. ستخرج مصر من هذه المحنة وهي أكثر قوة وصلابة وتصميم وعزم علي مواصلة البناء وليس الهدم, وعلي إعلاء دولة المؤسسات والقانون, والممارسة الصحيحة لحرية الرأي والتعبير. الشعب المصري, وهو الأكبر في المنطقة, والأكثر وعيا بما يحيطه من مخاطر, قادر علي الاختيار والانحياز لتاريخه وحضارته وإنجازاته ونموذجه الوطني في الإصلاح, بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الخارجية أيا كانت, ومهما استخدمت من أدوات للضغط والتضليل. إنها أوقات صعبة تعيشها مصر, لكنها ليست جديدة عليها, فقد سبق أن خاضت الحروب دفاعا عن قضايا أمتها, وعن استقلالية قرارها الوطني وسيادتها, ولن تفرط في ذلك أبدا تحت أي ظروف أو ضغوط. والدعاء الخالص الصادر من قلوب الملايين من الشعب أن يحفظ الله أرض الكنانة, وأن يرد عنها كيد المتربصين, وما أكثرهم في عالم يموج بالفوضي والاضطراب, واختلال الموازين. ستبقي مصر منارة مضيئة وسط محيطها العربي والإسلامي والإفريقي, تؤدي رسالتها, ويزداد عطاؤها بثقة وثبات وعزم لا يلين.