محافظات مصر: مراسلو الأهرام المسائي تحولت مظاهرات الأمس الاحتجاجية في القاهرة والمحافظات إلي عمليات تخريب وتدمير وسلب ونهب واسعة, خاصة في مناطق وسط البلد بالقاهرة والجيزة وعدد من المحافظات. وانتشرت قوات الجيش بكثافة في القاهرة, خاصة في المناطق الحيوية بالتحرير وجاردن سيتي ووسط البلد, حيث قام مثيرو الشغب واللصوص بنهب البنوك بميدان التحرير, وتخريب جميع ماكينات الصرف الآلي وسرقة عدد كبير منها, كما تم نهب محلات شارع شهاب وبنوك المهندسين بالجيزة. كما قام المحتجون بإحراق مقرات الحزب الوطني علي مستوي الجمهورية وسرقوا ونهبوا محتوياتها, وخصوصا المقر الرئيسي بالقاهرة. كما تم الاعتداء علي مقار فرعي جهاز أمن الدولة بالبحيرة وحلوان, واحترقت أغلب أقسام الشرطة بالقاهرة مثل قسم شرطة البساتين أول, والمطرية, والمرج, ومصر القديمة, والخليفة, حيث تم إخراج وتهريب المساجين من ذوي الأحكام الجنائية. وفشل المخربون في محاولتهم للهجوم علي سجن طره ولم ينج من الهجوم علي أقسام القاهرة إلا أقسام النزهة ومصر الجديدة ومدينة نصر ثان. كما تكررت سيناريوهات حرق ونهب الأسلحة في عدد كبير من المحافظات. كما تم اقتحام ونهب مجمع المحاكم بشارع الجلاء بالقاهرة. وفي نطاق السلب والنهب تم اقتحام مطاعم التحرير وسرقة محتوياتها, وإحراق وحدة مرور المعادي نهب مجمع شرطة الأميرية بكل ما يحتويه من أختام جوازات وتراخيص وأمن دولة وخلافه. كما تم اقتحام وإحراق ونهب محتويات فندق فرمونت وكونراد علي كورنيش النيل. وقام لصوص بسرقة22 سيارة دبلوماسية من جراج السفارة الأمريكية بجاردن سيتي, ودهس الهارب باحداها عددا من جنود الأمن المركزي الموجودين في شارع محمود محمود, ولم يتضح حتي مثول الجريدة للطبع عدد المتوفين بين الجنود, وتم استعادة سيارتين فقط من السيارات ال22 بعد مطاردات مع سارقيها. كما تمت محاصرة مديرية أمن القاهرة في ساعة متأخرة من ليل أمس الساخن الذي شهد سقوط العشرات من المصابين في صفوف المتظاهرين وقوات الشرطة التي حاولت التصدي لأعمال الخروج علي القانون. وكان الرئيس حسني مبارك باعتباره الحاكم العسكري قد أصدر قرارا بانضمام القوات المسلحة إلي قوات الشرطة في محاولة لضبط الأمن بالشارع, كما أصدر قرارا بفرض حظر التجوال في القاهرة الكبري ومحافظتي الإسكندريةوالسويس من الساعة السادسة مساء وحتي السابعة صباحا من أمس الجمعة, وحتي إشعار آخر. وقد اتجهت الأمور نحو السيطرة الكاملة لقوات الجيش بعد تحركها لتأمين مبني التليفزيون والمقار الحيوية والممتلكات العامة والخاصة, بعد انضمام مثيري الشغب واللصوص إلي المتظاهرين وقيامهم بعمليات سلب ونهب في عدد من أحياء القاهرة والجيزة. وقد تزايدت الدعوات في الساعات الأخيرة من مساء أمس, لإعادة السيطرة الأمنية علي الشوارع قبل أن تتحول الأمور إلي الفوضي الكاملة, والغريب أن عددا من الداعين لعودة الأمن إلي الشارع المصري كانوا هم البادئين بالدعوة للتمرد والاحتجاج ومقاومة قوات الشرطة التي حاولت في البداية تأمين المظاهرات لتستمر في طابعها السلمي, قبل أن تنتشر الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين, ويتم تبادل التراشق بالحجارة, واستخدام قوات الشرطة للقنابل المسيلة للدموع بكثافة لمحاولة تفريق المظاهرات. وقد شهدت محافظة السويس اشتباكات واسعة بين المتظاهرين وقوات الأمن, وحاصر المتظاهرون أقسام الشرطة بالمحافظة قبل اقتحامها وسرقة محتوياتها وتم تبادل ضرب النار بالذخيرة الحية, وهو ما أسفر عن سقوط12 قتيلا وعشرات المصابين من الجانبين. وفي الإسكندرية اندلعت مظاهرات حاشدة من العديد من مناطق المحافظة عقب الصلاة, وتحرك المتظاهرون في أغلب المناطق, وقام المحتجون باقتحام مبني المحافظة ونهب محتوياته وإحداث تلفيات عديدة في قسم شرطة المنتزة, كما أشعلوا النيران في قسم شرطة باب شرقي, كما أحرقوا سيارات الشرطة الموجودة أمام قسم شرطة العطارين. كما شهدت محافظة الغربية أحداث عنف وشغب واسعين, وخصوصا بمدينتي طنطا والمحلة الكبري, حيث انطلقت المظاهرات في شوارع المدينتين الرئيسية, وحاول مثيرو شغب اقتحام قسم شرطة أول المحلة الكبري وحطموا أبوابه الخارجية وأحرقوا سيارتين خارجه كما حطموا واجهة مقر الحزب الوطني وأبوابه ونوافذه.. كما قام المتظاهرون في طنطا باقتحام مقر الحزب الوطني هناك, ورشقوا مقر قسم ثان طنطا بالحجارة. وشهدت مدينة المنصورة مظاهرات حاشدة, واكتفي الأمن هناك بحراسة الممتلكات العامة خشية سقوط ضحايا في حالة الاصطدام مع المتظاهرين. فيما شهدت محافظات الإسماعيلية والمنيا وبني سويف ودمياط عمليات حرق وتخريب لبعض مقار الحزب الوطني وأقسام الشرطة. وحطم المتظاهرون واجهات مبني محافظة بورسعيد. واتخذت الاحتجاجات أشكالا أقل عنفا في كفر الشيخ والمنوفية وسوهاج والغردقة وأسيوط. ولم تتضح حتي مثول الجريدة للطبع أعداد القتلي والجرحي بين صفوف المواطنين وقوات الأمن.