أكد الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس أن الناقد الراحل فاروق عبدالقادر تجرأ واقترب من هبلين كبيرين في الحركة الأدبية هما رشاد ويوسف السباعي فتجرأ ووصف السباعي بممثل العسكر في أوساط المثقفين كما انتقد مسرح رشاد رشدي الذي كان يمثل لشريحة كبيرة فكرة السلطة, وأضاف عقل أن لديه مستندات تثبت أن رشاد رشدي استطاع استبعاد عدد كبير من النقاد عن طريقه مثل الناقد الكبير شوقي السكري الذي رحل ومات في كاليفورنيا, مؤكدا أن كلمة فاروق عبدالقادر كانت دائما من رأسه ولم تكن مملاة عليه وأن هذا الرجل كان يشبه رموز الأدب العظيمة كليفورد أوديتس, ويوجيل أونيل مؤكدا انه يظن أن مسرحية في انتظار اليسار لكليفورد أوديتس كانت منبعا من المنابع التي تأثر بها الناقد الراحل. جاءت تصريحات عقل ضمن قراءته لدراسته النقد الأدبي والتجلي الاجتماعي في الجلسة البحثية التي أدارها الدكتور خيري دومة ضمن وقائع ندوة فاروق عبدالقادر.. حصاد الجمر والرماد التي عقدتها لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة أمس الأول وافتتحها مقرر اللجنة الروائي خيري شلبي, وقدم كلمة الأسرة عبدالعزيز عبدالعال زوج شقيقة فاروق عبدالقادر مؤكدا أن الراحل الذي عمل كمترجم في ديوان الحاكم في قطر منع من دخولها حتي مماته بعد أن كتب سلسة مقالات في روزاليوسف بعنوان قضيت عاما كاملا في قصر الحاكم وان الناقد الكبير كان علي علاقة طيبة بأسرته وأنه لو كان في كامل وعيه لما قبل بالجائزة التي منحها له المجلس الأعلي للثقافة قبل رحيله بأيام, وهي نفس المقولة التي طرحها الناقد عبدالرحمن أبوعوف بشكل أكثر عنفا مهاجما تجاهل المجلس الأعلي للناقد الكبير عندما تقدم للحصول علي جائزة الترجمة ومنحت الجائزة لمقررة لجنة الترجمة آنذاك الدكتورة فاطمة موسي مهاجما الدكتور جابر عصفور بزعم أنه دعا الي حصول عبدالقادر علي جائزة التفوق دون أن يحترم غيبوبته وموته, فردت هالة البدري بأن من كتب طلب التقدم للجائزة هم اصدقاء الناقد الكبير وأنه لم يكن آنذاك في غيبوبة كاملة بل كان يفيق بعض الوقت وأثناء ذلك وقع علي الطلب بنفسه وقد اشهدت البدري عددا من حضور الندوة الذين كانوا من شهود الواقعة ايضا, مؤكدة أن أسرة فاروق عبدالقادر رفضت تبرعات الأصدقاء ومنهم من رفض ذكر اسمه لكن الأمر فاق قدرات الجميع في المرحلة الأخيرة. وكان الدكتور سامي سليمان قد قدم دراسة بعنوان سمات الخطاب النقدي أكد من خلالها أن فاروق عبدالقادر هو ناقد اجتماعي من البداية وأنه تأثر بالنقد الماركسي واستفاد من علم النفس في سبر اغوار الشخصيات كما يظهر في نقده أثر من دراسته للفلسفة. أكد الدكتور ماهر شفيق فريد في دراسته فاروق عبدالقادر مترجما أن فاروق عبدالقادر لم يكن مترجما عظيما لكنه مترجم جيد قدم نصوصا جميلة وتمتاز ترجمته باستخدام الجملة الدرامية وأن انجازه الأكبر كان في مجال كتاباته النقدية ولن ينس له القارئ حملاته علي مسرح فاروق جويدة وحسن عابدين والدكاترة الأربعة وغيرهم مؤكدا صلابته في الرأي واستقلاله الفكري وعزوفه عن المجاملات. وفي شهادته أكد الكاتب الكبير بهاء طاهر علي نزاهة فاروق عبدالقادر النقدية مضيفا أن علاقته به كانت علاقة عمر بأكمله, وأنه واجه سلسلة من الصعوبات بدأت بالتقرير الأمني الذي أدي الي رفض تعيينه في الجامعة مرورا بإغلاق مجلة الطليعة ورفضه أن يعين كمحرر مبتدئ في الأهرام, مؤكدا أنه برغم معاناته فقد قدم انتاجا غزيرا كفل له الانتصار علي كل عوامل القهر والقمع التي تعرض لها. وقد أكد الدكتور حسين عبدالقادر في شهادته أن منهج عبدالقادر النقدي كان يقوم علي التكامل لا علي حرفية النقل أو الاتباع مؤكدا أنه كم أغضب البعض ممن ظنوا أن النقد مديح أو إعراض عن المسالب.