منذ اليوم الاول لزواجها أيقنت ضحي أنها ستكون ضحية للشك والغيرة التي تتملك زوجها حامد فالرجل يغار من أي فرد يتعامل مع زوجته أو حتي تراه زوجته فيغار من أشقائها ويغار من أي ممثل تشاهده زوجته في فيلم سنيمائي أو تليفزيوني. عيشة لاتطاق هكذا شعرت وحكت ضحي لأقاربها وصديقاتها ومن يتوسط لحل المشكلات المتكررة بينهما ومعظمها طبعا بسبب الشك والغيرة رغم عدم وجود أساس لذلك. فضحي رغم جمالها الشديد إلا أن أدبها الجم وأخلاقها الطيبة وسمعتها الحسنة يتندر بها الجميع بالأضافة الي انها من أسرة ذات سمعة طيبة وبالتالي لاتوجد أي شكوك حولها الامن زوجها.. أكثر من مرة تنفرد به وتحاول افهامه انها لاتحب أي انسان علي وجه الأرض أكثر منه حتي والدها وأشقائها كما أنها هي التي اختارته بنفسها رغم فارق السن فتنفرج أساريره ويهدأ روعه فترة قصيرة لاتتعدي الساعات ثم تعود ريمة لعادتها القديمة ويواصل حامد شكوكه اذا سأل عليه اي شخص ان كان موجودا ام لا أصبح يوما أسود رغم أن ضحي ليس لها ذنب في مجيئه واذا جاء له أحد معارفه يدعوه لحفل عرس أومناسبة سعيدة لاتنتهي أسئلة الزوج مثل ماذا قال لك وكيف تحدثتي معه هل قلتي له تفضل وانا غير موجود وكيف كان ينظر اليك وما الي ذلك من الأسئلة التي جعلتها تفكر في الانتحار في يوم من الأيام... ورغم مرور السنين وانجاب ضحي ثلاثة أطفال من زوجها الاأنه لم يتغير بل ازداد الأمر سوءا وكم من مرات غضبت ضحي عند أسرتها بسبب مشاهدتها لأحد الافلام الرومانسية في التليفزيون بسبب وجود نجم سنيمائي شهير في الفيلم ووصل الأمر الي معاتبتها علي الجلوس مع شقيقها الأصغر وحدهما! كرهت ضحي الحياة ووصل الامر بها الي محاولة عدم مشاهدة أي رجل او فتح باب المنزل لرجل حتي تريح وتستريح إلا أن حامد لم يعجبه ذلك ووصل به الأمر اذا رآها تفكر وحدها يكون السؤال في ماذا تفكرين ليس السؤال لغرض المساعدة ولكنه لتفسير الشكوك التي تملأ رأس الرجل رغم أنها جميعا ليس لها أساس من الصحة فالمرأة لاتخرج بدون زوجها ولاتعرف أحدا غيره وتصلي فروضها وتحفظ فرجها وأخيرا بعد خلافات عديدة تدخل في حلها كل من يعرفهما من أقارب وجيران وكبار قوم وحكم من اهله وحكم من اهلها جاء الفرج عن طريق احد رجال الدين المحترمين الذي تدخل أكثر من مرة لحل الخلاف بين الزوجين لأجل الأبناء والذي تأكد انه من المستحيل ان يتغير هذا الزوج أبدا في نفس الوقت ذبلت الزوجة وأصبحت جلد علي عظم كما يقولون فنصحها بطلب أبغض الحلال حتي تعيش باقي عمرها في هدوء تعبد ربها دون ضجيج سعدت ضحي بقرار هذا الرجل الفاضل وطلبت من زوجها الطلاق الا انه ظل يماطلها ويستأجر محامين يتلاعبون بالأوراق ويستغلون ثغرات القوانين..ظلت ضحي في منزل أسرتها ومعها ابناؤها عامين ترفض العودة والزوج يماطلها في الطلاق بالمحامين وتأجيلات القضايا رغم انه ينفق علي اولاده إلا أن ذلك لايريحها مما دعاها أخيرا الي طلب الخلع أمام محكمة الأسرة تاركة له الجمل بما حمل ولله في خلقه شئون.