اكتشاف مواهب, تنظيم مسابقات, حصص أنشطة, حفلات مدرسية, يوم النظافة, يوم الجمال, اليوم الرياضي.. كلها فعاليات تدخل في إطار اليوم الدراسي داخل بعض المدارس التي مازالت تتمسك بتنمية مواهب التلميذ ورعايته كتعليمه, لا فرق بينهما بل في بعض الأحيان تولي اهتماما أكبر لبعض التلاميذ نظرا لإمكانياتهم ومواهبهم الخاصة. في جولة داخل عدد من هذه المدارس وبين بعض التلاميذ الذين شاركوا بالفعل في هذه الأنشطة وغيرها بدأت حصتنا الترفيهية للتعرف علي وجه آخر للمدارس بعد أن تناولنا كافة تفاصيل الوجه القبيح. في البداية تقول هنا عاطف طالبة بمدرسة رمسيس للغات- إن المدرسة توفر الكثير من الفرص للطلاب حيث إنها تهتم كثيرا بتنمية المواهب والأنشطة وتحرص دائما علي التربية قبل التعليم, وتوضح أنها في خلال ثلاث سنوات تعلمت الكثير من المبادئ والقيم التربوية إلي جانب المواد التعليمية, مشيرة إلي أنها صعوبات التعليم تتلاشي أمام الوسائل الترفيهية والأنشطة التي تساعد الطالب. لتلتقط منها سلمي محمد أطراف الحديث مؤكدة أن المدرسة تهتم كثيرا باليوم الرياضي وهو اليوم الذي يجتمع فيه طلاب المدرسة كلها للمشاركة فيه ويقومون بتنظيف المدرسة في ذلك اليوم ويتم تقسيمهم إلي مجموعة من الفرق منها الفني, والموسيقي والتدبير المنزلي حيث يبدأ نشاط ذلك اليوم بإعداد الأطعمة والأكلات المختلفة ثم الاستماع إلي عزف وغناء بعض الطلاب ويشاركهم في ذلك اليوم المدرسون ومديرة المدرسة. ويشير محمد سلامة- طالب بمدرسة شبرا الإعدادية بنين- إلي أنه بالرغم من وجود سلبيات بالمدرسة إلا أن هناك بعض الإيجابيات التي تتغلب عليها فمثلا المدرسة تحرص دائما علي الحفاظ علي سلوكيات أبنائها فتقوم بعمل الندوات وتوفر المتخصصين لمناقشة الطلاب في جميع شئونهم, بالإضافة إلي إعداد مسابقة مسرحية للفائز فيها جائزة مالية لتشجيع الطلاب علي الاشتراك بالمسابقة وتنمية مواهبهم. وتوضح فاطمة سعيد- طالبة بمدرسة الشهيد زياد بكير الإعدادية بنات- أنه بالرغم من وجود سلبيات بالمدرسة إلا أنه توجد بها إيجابيات أيضا وهو ما يجعلهم يستمرون بها ويتغاضون عن هذه السلبيات حيث يوجد اهتمام كبير من المدرسة بالطالبات تعليميا وأخلاقيا كما أن هناك الكثير من المدرسين الذين يهتمون بالطالبات ويستمعون إلي شكواهم بل تراهم معلمين مثاليين. وتشير إلي تعاون جميع الطالبات والمدرسين في المسابقات التنافسية مع مدارس أخري وذلك حرصا علي ارتقاء المستوي التعليمي للمدرسة. وتفيد زينة مصطفي- طالبة بمدرسة الشهيد زياد بكير الإعدادية بنات- بأن المدرسة لا تهمل الأنشطة وتهتم كثيرا بتوفير كل السبل لتلبية مطالب الطالبات حيث إنها تقوم بعمل المسابقات والاحتفال بالمناسبات كعيد الأم و غيرها. وتضيف أنه بالرغم من أن السائد الآن اهتمام المدرسين بالدروس الخصوصية إلا أن هناك فريقا آخر مازال متمسكا بأهمية دور المعلم داخل الفصل ويراعون الظروف المعيشية لأسر بعض الطالبات فيقومون بتوفير الكتب الخارجية وإعطاء دروس خصوصية لهم مجانا دون مقابل, كما توضح اهتمام المدرسة بتوفير الوجبات المدرسية اليومية طازجة بل وتقوم بالكشف الدوري علي الأطعمة قبل إعطائها لهم. وتشير سارة سليم- طالبة بمدرسة الشهيد زياد بكير الإعدادية بنات- إلي أن المدرسة تهتم بالرعاية الصحية لهم, وتوضح أن المدرسة بها أجهزة لقياس السكر والضغط للمرضي, كما توفر للطلاب الجانب الترفيهي خلال يومي الرياضة والجمال حيث يقومون بالعروض الفنية والمسرحية والثقافية أيضا. ويشيد محمود عبد الله- والد إحدي الطالبات بمدرسة الشهيد زياد بكير الإعدادية بنات- بدور بعض المدارس ومنها مدرسة ابنته في الاهتمام الكبير بالطالبات ذات المستوي المعيشي الأقل والاهتمام أيضا بتوفير ملابس المدرسة الصيفي والشتوي والكتب الخارجية وذلك دون مقابل مراعاة لظروفهم المادية. ويؤكد أحمد رضا- طالب بمدرسة علي بن أبي طالب الرسمية للغات- أن المدرسة تهتم كثيرا بالأنشطة الطلابية وتشجعهم أيضا, و يوضح أن المدرسة كل عام تقوم باختيار فرقة كاملة للاشتراك في اليوم الرياضي حيث يقومون بتقسيم أنفسهم علي الأنشطة من صيانة ومنافسات رياضية وتدبير منزلي وذلك لإصلاح الأشياء المتضررة بالمدرسة وعمل المأكولات لهم. ويشير إلي اهتمام المدرسة أيضا بدعم أسس الوحدة الوطنية بين التلاميذ المسلمين والأقباط, وضرب مثلا بما حدث خلال أحد الاحتفالات باليوم الرياضي حيث كان متزامنا مع صيام الإخوة المسيحيين ليقوم فريق التدبير المنزلي بعمل نوعين من العجائن إحداها بالجبنة للمسلمين والأخري بالزيتون للمسيحيين وذلك حتي يتعود الطلاب علي عدم التفرقة فيما بينهم. ويضيف طارق عمر- طالب بمدرسة علي بن أبي طالب الرسمية للغات- أن المدرسين يقومون بمعاملتهم بطريقة جيدة ولا يسيء أحد منهم إلي الطلاب, ويؤكد اهتمام المدرسة بالأنشطة وحرصها علي حصص الدين وتعليم الطلاب التربية الصحيحة والمعاملة الحسنة فيما بينهم حيث يقوم المدرس بوضع حافظة نقود داخل الفصل وكل من يخطئ أو يقول لفظا أو يضرب زميله يضع نقودا داخلها وكل شهر يشترون بها لعبا للأيتام مما يشجعهم علي الالتزام. ويوضح أن المدرسة هذا العام أضافت مسابقة الإذاعة بين الفصول وذلك مقابل جوائز حيث يقوم كل فصل بتقديم إذاعة كل يوم ويتم اختيار الأفضل في النهاية قائلا ده بيشجعنا إننا نقرأ أكثر ونعرف معلومات أكثر وبالتالي نكتسب خبرة و ثقافة أكبر. وتقول إيناس خليل- ولية أمر- إن هناك الكثير من الإيجابيات في مدرسة أولادها كالرياضة والموسيقي, وهي الأنشطة التي تراها السبب الأهم والأول في حبهم للمدرسة. ويفيد خالد حسن- ولي أمر- أن التكاتف والحب بين الطلاب والمدرسين أهم شيء إيجابي في العملية التعليمية, مشيرا إلي أن تنمية العلاقة بينهما يحفز الطلاب علي استغلال مواهبهم وإمكانياتهم. ويوضح أحمد علي ولي أمر أن أهم الإيجابيات الموجودة في بعض المدارس والتي يتمني أن تصل إلي أكبر عدد من المدارس هو تشجيع الطلاب المتفوقين ودعمهم معنويا وفي بعض الأحيان ماديا من خلال منحهم جوائز, كما أشار إلي أهمية دور الإدارة التعليمية في دعم المدارس التابعة لها. و تضيف مي محمد طالبة- أن الإيجابيات في المدارس لا يمكن إنكارها و من أهمها الأنشطة المدرسية ومساعدة الموهوبين وأيضا إقامة ندوات توعية وتنمية بشرية للطلاب. ويقول محمد أحمد- طالب- أنه لابد من تنمية مواهب الطلاب والاهتمام بمساعدة الطلاب ومعرفة مشاكلهم ومحاولة جذب الطلاب من جديد إلي المدرسة والمدرسين لأنه إذا تحقق ذلك ستكون المدرسة حقا هي بيتنا الثاني علي حد قوله.