هناك فارق كبير بين العمل بصورة علمية ممنهجة من خلال وضع خطط للتنمية والتعاون مع الدول والتكتلات العالمية ووضع آليات محددة لتنفيذ تلك الخطط وبين العمل بشكل عشوائي لا يعتمد سوي علي وضع الخطط قصيرة الأجل وطويلة الأجل والتفنن في المسميات دون النظر في البحث عن آليات تنفيذ تلك الخطط وبالطبع الفارق هنا يكمن فيما تحققه الشعوب المتقدمة أو تلك التي تبحث عن التقدم والرخاء في ظل وجود أنظمة تدرك أهمية العمل والتعاون الدولي لتحقيق الرفاهية لشعوبها وبين أنظمة لا تسعي سوي للاستمرار في السلطة دون النظر لمصالح شعوبها وما حققته علي الأرض من انجازات ملموسة يشعر بها المواطن. وأعتقد أن ما شهدته العاصمة الهنديةنيودلهي نهاية الأسبوع الماضي من فعاليات اقتصادية وسياسية مهمة جاءت في إطار القمة الثالثة لمنتدي التعاون الإفريقي الهندي أثبتت أن الهند تسعي وبكل قوة إلي تعزيز وتوطيد علاقات التعاون والشراكة مع القارة الإفريقية من خلال دعم آليات ذلك المنتدي الذي نجحت الهند في تحويله الي ملتقي إفريقي هندي رفيع المستوي يشعر الجميع بأهميته حيث حضره46 رئيس دولة وحكومة بالإضافة إلي رؤساء الوفود الأخري مما يشير إلي اهتمام الدول الإفريقية بذلك المنتدي ويبرز أهميته لشعوب القارة الإفريقية والهند علي حد سواء. وحتي لا ابتعد عن جوهر الموضوع لابد من الإشارة الي ان نيودلهي تسعي من التعاون مع إفريقيا إلي تحقيق مجموعة من الأهداف يأتي في مقدمتها فتح أسواق جديدة للمنتجات الهندية في الدول الإفريقية وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي خاصة أن الهند حققت إنجازات كبيرة في هذا القطاع خلال السنوات الماضية بل إنها تفوقت علي واشنطن في العديد من التخصصات وأيضا البدء في تدعيم الصناعات الثقيلة وإنشاء عدد من المصانع في إفريقيا وكذلك دعم التعاون في مجال المنسوجات والبنية التحتية حيث تم بالفعل البدء في تنفيذ الكثير من المشاريع في تلك المجالات بما يعني أن هناك آليات لتنفيذ الخطط التي يتم الاتفاق عليها خلال اجتماعات المنتدي الافريقي الهندي بصورة واضحة تعطي الكثير من المصداقية والأهمية لهذا التجمع الدولي الكبير والذي يضم أكثر من2.3 مليار نسمة من سكان العالم. ورغم هذه المشاركة الإفريقية الكبيرة والحضور المصري المتميز برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلا أن القارة الإفريقية عليها أن تتحرك في إطار التعامل بندية مع الهند لإقامة شراكة متميزة قائمة علي مبدأ تحيق الفوز للجميع من خلال السعي لتحقيق قيمة مضافة من المشاريع المشتركة مع الجانب الهندي وخلق فرص عمل جديدة للشباب الإفريقي وتكثيف عمليات التدريب الفني والتقني للشباب الإفريقي خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا بهدف تنمية الموارد البشرية ورفع المستوي المهني لها حتي تتمكن من مواكبة احتياجات سوق العمل بمساعدة هندية صادقة وحقيقية وأعتقد أن هذا الهدف هو ما سعي إليه المنتدي. وأعتقد أنه يمكن للدول الإفريقية النظر إلي التعاون المصري الهندي علي أنه نموذج متميز للتعاون مع إحدي دول القارة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين القاهرةونيودلهي خمسة مليارات دولار وبلغت الاستثمارات الهندية في مصر ثلاثة مليارات دولار تضم خمسين شركة تعمل في مجالات مختلفة وتوفر خمسة وثلاثين ألف فرصة عمل للشباب المصري بالإضافة إلي برنامج التبادل العلمي والتكنولوجي النشط بين البلدين والذي تقوم الهند بتوفير الكثير من المنح للشباب المصري في مجالات عديدة وبالتالي يعتبر التعاون المصري الهندي نموذجا حقيقيا لما يجب أن تكون عليه علاقات التعاون بين الدول الإفريقية والهند في المستقبل تحت مظلة منتدي التعاون بين الجانبين. [email protected]