عندما تلقي كريستيان فابيل عمدة قرية( سوميت) التي تقع بالقرب من مدينة هامبورج شمال ألمانيا بريدا إلكترونيا من المجلس الالماني يأمره بالتجهيز لاستقبال نحو ألف لاجيء كان يعتقد أنه قد سمع نكتة سيئة. ففي ألمانيا يشعر المواطنون بالغضب والخوف تجاه اللاجئين الفارين من الحروب والهجمات البربرية في بلادهم, بينما تستعد ألمانيا لاقامة منطقة( انتقالية) علي طول حدودها كي تستقبل فيها اللاجئين وإعادة طالبي اللجوء غير المرغوب فيهم الي بلادهم خلال48 ساعة. هذا الإغلاق الجزئي للحدود الالمانية وفقا لصحيفة( صنداي تايمز) البريطانية من المتوقع ان يحدث تأثير( الدومينو) علي طول دول البلقان, ولا بد من استعداد خاص لتلك الدول لمواجهة تلك الموجة الهائلة من الهجرة الجماعية. في هولندا نجد حزب( الحرية) اليميني المتطرف متهما بالعنصرية بسبب رفضه للاجئين. وفي السويد أصبح الحزب الديمقراطي اليميني المتشدد الاكثر شعبية في البلاد بسبب موقفه المتشدد إزاء أزمة اللاجئين. وفي ألمانيا تزداد الهجمات ضد اللاجئين مع فتح الباب للمزيد من اللاجئين. وفي سويسرا حصل حزب( ضد الهجرة) علي أكبر نسبة تصويت في الانتخابات الاخيرة الاسبوع الماضي. وفي ايطاليا يرفض القادة السياسيين قبول أي من طالبي اللجوء خلال الصيف الماضي. وفي السويد تخفي شاب متشدد وقتل طالبا لاجئا يبلغ من العمر15 عاما كما قتل مدرسا قبل أن يطلق عليه الرصاص. وذكرت الشرطة انها عثرت علي دلائل تشير الي انها كانت مهمة انتحارية بدافع( الكراهية) ضد اللاجئين. وكشفت المخابرات الالمانية عن قائمة باغتيالات سياسية وهجمات ضد اللاجئين يخطط لها اليمينيون المتشددون ورافضو الهجرة. وفي الاسبوع الماضي كشفت شرطة هامبورج عن مجموعة من النازيين الجدد المتطرفين مسلحين باسلحة نارية وقنابل ومتفجرات لمهاجمة السياسيين واللاجئين. ومن جانبه قال سيجمار جابريل نائب المستشارة الالمانية ان الكراهية في تصاعد مستمر. وأصبحت ملاجيء اللاجئين في المانياوسويسرا في مرمي العنف اليميني المتطرف. وقال مسئولو الهجرة في استكهولم إن190 ألف من طالبي الهجرة يسعون لدخول البلاد خلال العام الحالي. ويبلغ عدد سكان السويد9 ملايين نسمة مقابل80 مليونا في ألمانيا. قضية الهجرة أصبحت سببا في فوز المتشددين في اوروبا في الانتخابات تحت بند الخوف مما أسموه بالغزو الاسلامي والغضب من أكبر موجة للهجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي فرنسا يتم استغلال حادثة( شارلي إبدو) الإرهابية لتعميق المخاوف من المهاجرين. إلا أن اكتشاف مصرع71 من اللاجئين في حافلة بالنمسا خلال سبتمبر الماضي ووفاة طفل علي شاطيء تركي أخيرا قدم لنا الجانب الانساني المأساوي لهذه الازمة. وهناك نحو71% من الالمان يتفقون مع إنشاء مناطق( انتقالية) علي الحدود بمعني اغلاق الحدود لتصبح هناك عملية فرز للاجئين. كما أعربت ألمانيا عن استعدادها لتمويل معسكرات اللاجئين في تركيا حتي تقطع الخط علي هؤلاء اللاجئين للتوجه الي أوروبا. ووجد اللاجئون معسكرات اللاجئين في أوروبا ليست أسعد حالا من معسكراتهم في الشرق الاوسط, حيث يتشارك اللاجئون في دورات مياه قليلة مما يزيد من احتمالات انتقال الامراض, ويركز رافضو الهجرة في ألمانيا علي مخاوفهم من موجة الهجرة الجماعية التي يدعون انها ستفقد اوروبا هويتها.