لليوم الثالث علي التوالي تواصلت فعاليات المعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة المغربية علي شاطئ المحيط الأطلنطي والذي تنظمه المملكة المغربية علي مدار ستة أيام كتجمع دولي للفروسية وما يرتبط بها من رياضات وحرف وتربية خيول في تلك المدينة التي تعد مهد الخيول في المغرب والقبلة التي يرتادها جميع المعنيين بالحصان من أوروبا وأمريكا والدول العربية والإفريقية. ووجه جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب مسئولي المملكة وجمعية معرض الفرس بافتتاح مركز المعارض الدولي محمد السادس المقام علي مساحة أكثر من عشرة آلاف متر مربع لاستضافة هذا الحدث المهم واستيعاب الإقبال الكبير عليه من عارضين وخيول وزائرين يتجاوز عددهم300 ألف, حيث تم نقل المعرض هذا العام من ساحة الأميرة لالة مليكة بالجديدة إلي المركز الجديد الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة من قبل الأمن الوطني المغربي وقوات الدرك. وقال الأمير مولاي عبد الله العلوي رئيس جمعية الفرس القائمة علي تنظيم الدورة الثامنة هذا العام في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي إن المعرض يساهم في تطوير قطاع تربية الخيول في المغرب منذ أول دورة له في العام2008, مشيرا إلي أن أهمية وتنوع المهن المرتبطة بالخيل وآثارها الاقتصادية الإيجابية علي هذا القطاع شجعت علي اختيار شعار الدورة الثامنة للمعرض الفرس.. فنون ومهارة وهو شعار يعكس الرغبة في إرساء أرضية للنقاش والحوار بين مهنيي القطاع. وأضاف الأمير أنه تم اختيار دولة البرتغال ضيفة شرف لدورة هذا العام لتشكل مشاركتها فرصة لتعزيز روابط التعاون مع المملكة المغربية في مجال الخيول كما أنها تمثل مناسبة للتعريف بتراث البرتغال في مجال الفروسية. من جانبها قالت ماريا ريتا فيرو سفيرة البرتغال بالرباط إنها لمست حرفية عالية في تنظيم معلرض الفرس الذي يقام وفقا للمعايير الدولية المعتمدة في الوقت الذي تشكل فيه هذه المناسبة فرصة لمواصلة التعاون بين البلدين واكتشاف المزيد من القواسم المشتركة في مجال تطوير قطاع الفروسية وجميع الأنشطة التي تعني بالخيول في الدولتين الجارتين. وأضافت أن هناك علاقة تاريخية تجمع بين الحصان البرتغالي والبربري والأندلسي حيث ينحدرون مننفس السلالة الأصلية تقريبا وهذه العلاقة تنعكس أيضا علي الشبه الكبير بين الخيول لافتة إلي أن دولتها تسعي إلي الاعتماد علي التجربة المغربية في تطوير هذه المجال باعتبار الحصان يلعب دورا مهما ويحتل مكانة فريدة في نفوس المغاربة. ويشهد معرض الفرس بالجديدة هذا العام تواجدا مصريا من خلال الحكام في مجال جمال الخيول العربية الأصيلة, وقال الحكم الدولي عبد الرؤوف عباس المشارك في تحكيم مباريات هذا العام ل الأهرام المسائي إن الحصان العربي الأصيل مرتبط بمصر ويعد الأفضل عالميا متمنيا أن يتم السماح بتصدير الخيول المصرية لتنطلق نحو العالمية وتحدث رواجا في هذا القطاع أسوة بما يشهده المغرب من تنام لتربية الخيول ورياضتها واستقطاب ذلك الاهتمام العالمي الذي نلمسه في معرض الفرس بالجديدة. كما شهد المعرض هذا العام حضورا مكثفا لدولة الإمارات الشقيقة ممثلة في نادي تراث الإمارات الذي أقيم علي مساحة كبيرة من المعرض واجتذب جمهورا كبيرا من الزائرين لاسيما بعد حضور سمو الشيخ سلطان بن زايد رئيس النادي ممثلا لرئيس دولة الإمارات في المعرض. وقد كان لافتا للتعبير عن عشق المغاربة للخيول تلك المشاركة الفعالة من جميع فئات المجتمع المغربي لاسيما تلاميذ المدارس حيث استقبل معرض الفرس العديد من الوفود المدرسية, وهي التي بررها مندوب معرض الفرس بالجديدة الدكتور الحبيب مرزاق بأنها تأتي ضمن سياسة المملكة لتوطيد ولع المغاربة بهذا التراث الأصيل من تاريخهم, كما تعد التبوريدة هذا العام وكعادتها كل عام هي المستحوذ الأول علي اهتمام جمهور وزائري معرض الفرس والمشاركين العرب والاوروبيين, وتستحوذ علي الاهتمام الاكبر من قبل المعرض الدولي الذي يرعاه الملك محمدالسادس, حكايه التبوريده عرفها المغرب العربي في عصر الاستعمار حيث كان الفرسان المغاربه يقومون بهجمات سريعة ضمن اسلوب الكر والفر في الحرب علي جنود الاستعمار, وما ان يصلوا الي هدفهم يطلقون الرصاص من بنادقهم دفعة واحدة ثم يعودون.