على مدى ستة أيام من فعاليات معرض الفرس الدولى بالمغرب، كانت جموع المغاربة يملأون الشريط الساحلى المطل على شاطئ المحيط الأطلنطى بمدينة الجديدة فى الطريق إلى ساحة الأميرة للا مليكة حيث تقام أنشطة المعرض من فروسية ومسابقة دولية للقفز على الحواجز وعروض التبوريدة ومسابقات الخيول العربية الأصيلة والخيول البربرية. اللافت فى الدورة السابعة لمعرض هذا العام كان الحماس الذى يبديه المغاربة حول الساحة المقامة بها عروض التبوريدة، هذا الموروث التاريخى الذى يعود إلى عصر الاستعمار قبل خمسة قرون مضت حينما كان المجاهدون المغاربة يمتطون جيادهم فى مجموعات تشبه السرايا الحربية، كما يقول اللدكتور الكوهن محمد عضو جمعية معرض الفرس والحكم الدولى المغربى، ويتحفون فى ملابس لا تظهر منهم شيئا، ثم يهجمون على جنود الاستعمار هجمة خاطفة ويطلقون البارود من بنادقهم دفعة واحدة ليرتدوا مسرعين إلى حيث أتوا. حول حلبة "التبوريدة" يتجلى الهوى المغاربى فى الاحتفاء بالموروثات الوطنية فى الحماس الزائد الذى يظهره المغاربة فور أن يصل الفرسان إلى نهاية الساحة، ويزداد هذا الحماس تجليا فيما يقوم به أهل المملكة من غرس هذه الروح الوطنية لدى الصغار وتلاميذ المدارس الذين تسير لهم رحلات يومية إلى المعرض. والمشاركة المصرية فى معرض الفرس الدولى كانت محدودة، إذ اقتصرت على الفارسين كريم الزغبى ووائل المجهرى فى المباراة الدولية للقفز على الحواجز، لكن الهوى المصرى فى خيال المغاربة لم يكن محدودا، فما إن يلحظ أحدهم من الشارة الملاة من رقبتك أنك مصري، إلا ويرسم لك ابتسامة عريضة.