شهدت جامعة القاهرة أمس زيارة طويلة استمرت لأكثر من5 ساعات للشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة الإماراتية, بدأت بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة, وانتهت بلقاء الذكريات بينه وبين رفاق دراسته في كلية الزراعة. وكان القاسمي قد وصل إلي جامعة القاهرة برفقة وفد رفيع المستوي من مسئولي دولة الإمارات الشقيقة, حيث استقبله كل من الدكتور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالي والدكتور جابر نصار رئيس الجامعة والسفير نبيل العربي أمين جامعة الدول العربية, لتبدأ مراسم منح درجة الدكتوراه الفخرية رقم88 في تاريخ الجامعة للقاسمي باجتماع مع مجلس الجامعة في قاعة أحمد لطفي السيد التاريخية, ثم تسليم الشهادة في حفل كبير بقاعة احتفالات الجامعة الكبري وسط حضور لفيف كبير من السياسيين والمثقفين والفنانين. وألقي حاكم الشارقة محاضرة تذكارية سريعة أكد افتخاره بدكتوراه جامعة القاهرة وأشار إلي ضرورة إعادة صياغة العقل العلمي علي أسس علمية وإيجاد الحلول الملائمة لمختلف القضايا وكذلك مشروعات الارتقاء بالتعليم والتعلم بمختلف البرامج التخصصية. وأكد ضرورة تنمية قدرات المدرسين وأعضاء التدريس ليس فقط الجامعية ولكن جميع المدرسين بالمدارس قائلا: إذا أردنا أن ترفع المعاهد من درجتها العلمية فلابد من التوسع في تأسيس بنية تحتية سليمة وستأتي عقيدته العلمية والمعرفية بكل خير علي مصر والدول العربية والمجتمعات العالمية. وانتقل القاسمي إلي سرد ذكرياته في أثناء فترة الدراسة بالجامعة قائلا: أن مصر ركن من أركان النهضة الكبري علي مر العصور والأزمنة ونهدف لبناء مصر جميعا للكرامة والشرف, وكنت حريصا منذ مطلع حياتي علي التواجد بها والالتحاق بجامعة القاهرة وكتبت رغبتي الأولي والثانية والثالثة للالتحاق بكلية الزراعة. وقال القاسمي: إن حب مصر دفعه إلي أن يقف مع زملائه عام67 مطالبا بالانضمام للجيش المصري, وعندما تم رفض طلب تطوعهم وقف أمام المعسكر يبكي قائلا: أنا مستعد أسوق عربية لوري أنا مستعد اضرب نار خدوني معاكم. وأضاف: جلست علي التراب أمام المنطقة العسكرية وقلت للمسئولين حينها أنا مستعد أمسح جزم الجنود المصريين مؤكدا أنه عند قبولهم في القوات المسلحة وجاء أمر بعد ذلك بإعادتهم للقاهرة نزل للشوارع ووجد هناك حالة من الهلع بين أبناء الشعب المصري خلال خطاب تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فجلس علي كوبري الجلاء يتحدث إلي النيل. واكد حاكم إمارة الشارقة أنه ارتبط بمصر وحب مصر قبل التحاقه بجامعة القاهرة وقبل أن يراها مشيرا إلي أنه كان يستمع لإذاعة صوت العرب عندما كان في منزله خلال العدوان الثلاثي علي مصر لافتا إلي أنه أثناء البث انقطع الصوت وتخيل الجميع أن القاهرة ضربت مستطردا: خرجت أبحث عن وسيلة انتقال للقاهرة وكان المعسكر البريطاني قريبا من بيتنا فشاركت مع عدد من زملائي في مهاجمة المعسكر بالتفجيرات البسيطة واصطحبت معي2 من زملائي وكررت العملية أكثر من مرة وعندما لاحظ والدي سألني هل أنت من المشاركين في هذه التفجيرات التي تهاجم المعسكر الإنجليزي وعندما هززت رأسي قام وقبلني علي ذلك. وتطرق القاسمي إلي عدد من نوادر فترة الدراسة ومن بينها واقعة اشتباه أحد عمال الكلية فيه بعد قيامه بالتصوير في ساحة الكلية واقتياده إلي مباحث الدقي مع أحد زملائه والإفراج عنهما بعد ساعات بما تسبب في انتشار شائعة في الكلية أنه تم ضبط جاسوسين إسرائيليين أثناء تصويرهم الكلية. ومنح نصار ممثلا عن مجلس الجامعة شهادة الدكتوراه الفخرية للقاسمي إلي جانب عدد من الدروع والهدايا التذكارية الأخري مثل درع قبة الجامعة وكتاب تذكاري عن ذكريات القاسمي في الجامعة.