في بلدة المتلوي الغنية بالفوسفات الواقعة جنوبي تونس, ستجلب اهتمامك بلا شك منذ أن تطأ قدماك المدينة عشرات الخيام التي نصبها معتصمون يطالبون بالشغل.. خيام علي الطريق وأخري علي سكة القطار.. خيام علي الرصيف وأخري علي هضاب قريبة من مناجم الفسفاط..وحتي أمام البيوت. الحركة تبدو منعدمة في البلدة, وأغلب المتاجر الصغيرة أغلقت منذ الساعة الحادية عشرة صباحا سوي متجر من نوع خاص بقي مفتوحا: حائط علقت عليه شهادات جامعية لعاطلين عن العمل وكتب عليه نقطة بيع شهادات عليا. وتمكنت تونس خلال السنوات الماضية من اكمال انتقالها الديمقراطي بانتخابات حرة ودستور جديد وتوافق بيين الخصوم العلمانيين والاسلاميين. لكن كثيرا من التونسيين لا يشعرون بتحسن الأوضاع الاجتماعية بل يقرون بأن أوضاعهم الاجتماعية ازدادت سوءا مع تفاقم البطالة المتفشية. وارتفعت معدلات البطالة في تونس إلي15 بالمئة حاليا من حدود11 بالمئة في.2010 وكان التهميش ونقص التنمية والبطالة من الدوافع الأساسية للانتفاضة التي أنهت23 عاما من حكم بن علي. في المتلوي الواقعة علي بعد حوالي400 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس كثير من الشبان والعائلات المعتصمة في خيام في حرارة تفوق الاربعين درجة يقولون إنهم مستعدون للموت ولتفجير شرارة ثورة ثانية إن لم تتحقق مطالبهم في الحصول علي شغل ينهي احباطا مستمرا منذ سنوات.