العدالة هي المطلب الرئيسي لعمال العالم الذين خرجوا أمس بالملايين في عواصم العالم المختلفة للتعبير عن معاناتهم والمطالبة بحد أدني للأجور في عيدهم, وإيجاد حلول لمشكلة البطالة التي يعاني منها الملايين منهم حول العالم. ففي العاصمة الروسية تظاهر أمس أكثر من مئة ألف شخص في الساحة الحمراء بمناسبة عيد العمال في فعالية تنظم للمرة الثانية أمام الكرملين منذ سقوط الاتحاد السوفيتي, وقال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين: إنه تقليد جميل أن نعيد التظاهر إلي هذه الساحة. وقالت إحدي المتظاهرات: ليس لدينا سوي الحد الأدني ولا نستطيع الادخار, وتساءلت: هل هذا ما نطلق عليه العمل؟, كما تظاهر الآلاف في مدينة سانت بطرسبرج ثاني أكبر مدن روسيا وسط توقعات بارتفاع عدد المشاركين في التظاهرات إلي2.5 مليون شخص في أنحاء البلاد. وفي تونس دعا حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام للشغل الحكومة إلي إحلال العدالة الجبائية في البلاد ومقاومة الفقر والبطالة في الأحياء الشعبية التي تحولت إلي حاضنة للإرهاب والتخفيف من أعباء الضرائب علي الأجراء, مؤكدا في تجمع عمالي أمام مقر المنظمة بمناسبة عيد العمال أن الاتحاد ضد رأس المال الطفيلي وضد المهربين المارقين علي القانون والمتهربين من واجباتهم الوطنية ويزاحمون بوسائل غير شريفة رؤوس الأموال الوطنية المنتجة. وأعلن العباسي استعداد العمال التام للتضحية ولتقاسم الأعباء مع تأكيد عدم تحميلهم وحدهم هذا الواجب من أجل مواجهة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد التونسي. ودعا اتحاد الشغل الحكومة إلي خلق فرص عمل للعاطلين في المناطق الفقيرة حيث يمكن أن ترتفع نسبة البطالة إلي أكثر من40 بالمائة مقابل16 بالمائة علي المستوي الوطني. وفي الأراضي المحتلة أكد الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين حيدر إبراهيم أن عمال فلسطين صامدون رغم سياسات الخنق والتضييق والمطاردة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم يوميا, ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها, سعيا وراء لقمة الخبز المغمسة بالعرق والدم والخوف من ذلك الاحتلال العنصري. ووجه تحيته لعمال فلسطين الصامدين في المزارع والمصانع وعلي المعابر وعلي الحواجز الإسرائيلية من أجل توفير لقمة عيش حرة وكريمة لأبنائهم. ودعا الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين, منظمة العمل الدولية والأطراف الدولية المعنية إلي أن تأخذ دورها في حماية عمال فلسطين في سوق العمل الإسرائيلي, وإيلاء اهتمام أكبر ضد الاحتلال وممارساته الإرهابية والتمييزية والعنصرية بحق العمال الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. وفي هافانا انضم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلي نظيره الكوبي راؤول كاسترو في تظاهرة ضمت الآلاف في ساحة الثورة في العاصمة الكوبية. يأتي ذلك في الوقت الذي تظاهر فيه آلاف العمال في وسط طهران للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والدعوة إلي تعزيز التوظيف, ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها تشغيل عمال أجانب يعني بطالة العمال الإيرانيين, كما حمل آخرون لافتات كتب عليها اخجل يا رب العمل واصرف النظر عن الرعايا الأجانب في إشارة منهم لأكثر من مليون أفغاني يعملون في قطاع البناء والزراعة. وفي باريس عطلت ثلاث ناشطات من جماعة( فيمن) النسائية عاريات الصدور وقد كتبن عليها أوقفوا الفاشية بعدما أدين تحية النازية كلمة زعيمة تيار اليمين الفرنسي المتطرف ماري لوبان بمناسبة عيد العمال أمس التي هاجمت خلالها خصومها, التي انتقدت خلالها سياسات الرئيسين الفرنسيين الحالي فرانسوا أولوند والسابق نيكولا ساركوزي بشأن القضايا الاقتصادية وأسلوبهما في التعامل مع مشكلة البطالة. وانتهزت لوبان الفرصة لشن هجوم عنيف ضد وجود مهاجرين استقرت أوضاعهم في فرنسا واتهمتهم بأنهم يشكلون قنبلة أصولية إسلامية في البلاد نزعها كل من هولوند وساركوزي. كما احتشد الآلاف في برلين وميونيخ وغيرهما من المقاطعات الاتحادية الألمانية للاحتفال بيوبيل ال125 عاما لعيد العمال, بدعوة من اتحاد نقابات العمال الألمانية(DGB) تحت شعار مستقبل العمل نحدده بأيدينا. وطالب المتظاهرون بمناقشة قضية الحد الأدني للأجور, والقطاعات ذات الأجور المنخفضة. وفي اسطنبول لجأت الشرطة التركية أمس إلي تفريق المظاهرات العمالية التي احتشد فيها مئات آلاف المواطنين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه, حيث أغلقت الشوارع المؤدية إلي ساحة تقسيم في وسط المدينة بحشد نحو20 ألف شرطي ومنعت السيارات من الدخول, كما عطلت وسائل النقل العام للحيلولة دون وصول مزيد من المتظاهرين إلي مركز التظاهرات في أكبر مدنها وانتهت الحوادث باعتقال203 أشخاص وإصابة24 آخرين. وفي أثينا تجمع الآلاف في وسط العاصمة ردا علي دعوات للتظاهر في الأول من مايو من الاتحادات النقابية الخاصة والعامة, بمشاركة وزير المالية يانيس فاروفاكيس يرافقه ثلاثة وزراء من حكومة حزب سيريزا اليساري. وبعيدا عن الفعاليات النقابية, تظاهر في أثينا ايضا سبعة آلاف شخص بدعوة من جبهة كفاح العمال, المقربة من الحزب الشيوعي, فضلا عن1500 آخرين بدعوة من مجموعة يسارية أخري. كذلك, تظاهر أربعة آلاف شخص في مدينة سالونيكي. كما خرج في ميلانو عشرات الآلاف إلي الشوارع بعد ظهر أمس بمناسبة عيد العمال.