بعد رفض لجنة التظلمات بالمصنفات الفنية سيناريو فيلم لا مؤاخذة للمخرج عمرو سلامة رفضا نهائيا مؤكدة فيه رفضها للفكرة وللمعالجة, اكد المخرج أنه سيستمر في المحاولات ويدرس حاليا فكرة رفع قضية علي جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية. وأضاف عمرو أنه كان متفائلا أو ساذجا حين قرر كتابة فيلم سينمائي ساخر كوميدي لمناقشة قضية التمييز الصامت كما يسميها بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع, محاولا فيها كشف الحقائق لقناعته أن أولي خطوات حل أي مشكلة هو الاعتراف بها وأنها لن تحل أبدا إذا ظن أصحابها أنها ليست موجودة. ويقول سلامة أنه كتب فيلما طويلا إستغرق عاما من التفكير والتحضير والكتابة الفعلية وإعادة الكتابة. مضيفا أنه كان متأكدا أن الرقابة لو أكملت قراءة الفيلم كانت ستتفهم مغزاه. مؤكدا أن أكثر ما حمسه لكتابة هذا الفيلم كونه مسلما, لأنه إن دافع عن حقوق المسيحيين ستكون له مصداقية أكثر, ولن يتهم أي من المسلمين الفيلم بالتحيز للمسيحيين. وأشار إلي أنه عرض السيناريو علي الكثير من أصدقائه المسيحيين وأعجبوا له لدرجة أنهم قالوا له إحنا خايفين عليك من المسلمين المتشددين وكذلك أصدقائي الملتزمون رحبوا بالفيلم لإنه في الحقيقة يقف في صف الحق. ويقول عن قصة الفيلم انها تحكي ببساطة عن طفل مسيحي من الطبقة العليا, يحيا حياة مرفهة ويذهب لمدرسة أجنبية, وعندما توفي والده إضطر لدخول مدرسة حكومية ويقوم الأطفال بالتهكم عليه والسخرية منه أول أيامه بسبب أنه من طبقة أخري, ملبسه مختلف وطريقة كلامه مختلفة وحتي ساندوتشاته ايضا مختلفة, وعندما تأتي حصة الدين يقرأ الأستاذ كل الأسماء ولا يلاحظ أن البطل مسيحي بسبب إسمه المتشابه لأسماء المسلمين فيقول ببساطة الحمد لله كلنا مسلمين فيخاف البطل أن يفصح عن كونه مسيحيا ويتظاهر بأنه مسلم طوال السنة, ويبالغ في تدينه خوفا من كشف أمره. وتسير الأحداث في شكل كوميدي ساخر, مما يجعل البطل يكتشف العالم الآخر ويعلم أن ما يقوله المسلمون في الأحاديث الجانبية عن المسيحيين, وخصوصا أنهم أطفال لا يتلقون تعليما علي مستوي جيد, وعلي الصعيد الآخر في حياته العادية نري الاحاديث المستترة من المسيحيين المتشددين. وتكتمل الأحداث إلي أن ينتهي الفيلم بشكل يثبت أن التمييز الصامت السلبي والمستتر قد يكون أعنف وأخطر من الإضطهاد والعنف في بعض الأحيان, وأن الحل في المساواة العمياء عن أي دين والحب بدون إثبات تطابق العبادات, بدون شعارات واضاف: حين قدمت الفيلم للرقابة تم رفضه قطعيا, وعندما ذهبت لمناقشتهم فيه جلست مع الرقباء لعدة ساعات, وإكتشفت الهوة العميقة بين توقعاتي والحقيقة, لقد ظنوا منعهم للسيناريو مراعاة لمشاعر المسيحيين وحفاظا علي سمعة الوطن, أحترمت وجهة نظرهم, لكني أعتقد أن السينما لا تسبب الفتنة بقدر عدم الأعتراف بالمشاكل وإيجاد حلول لها.