عندنا في مصر, لا يتحرك المسئولون إلا بعد وقوع الكارثة هكذا تمتم المواطنون من المسافرين يوميا علي رافد جمصة الذي شهد منذعدة ايام انهيار كوبري الاورمان.. فهذا الطريق يعاني المسافرون عليه الأمرين رغم أهميته الشديدة لكونه الوحيد الذي يربط الطريق الدولي الساحلي بالدقهلية وباقي محافظات الجمهورية. وقد تناول الأهرام المسائي مشاكل الطريق مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية وحذرت من وقوع كارثة وهذا ما حدث بالفعل فالطريق يعاني التكسير والحفر علي الرغم من انشائه من سنوات قليلة ولم يتم تسليمه بعد, مما جعله من أسوأ الطرق السريعة التي تم إنشاؤها أخيرا علي مستوي الجمهورية والذي تكلف إنشاؤه نحو240 مليون جنيه وعلي الرغم من مرور خمس سنوات علي إنشائه إلا أن الشركة المنفذة رفضت إصلاح العيوب التي أصابت الطريق, كما رفض جهاز تعمير الساحل الشمالي تسلمه بشكل نهائي نظرا للعيوب الجسيمة به مما أدي إلي وقوع العديد من الحوادث. وظل الطريق حائرا بين الجهاز والشركتين المنفذتين, فلا الجهاز يقبل استلام الطريق بصورته السيئة التي هوعليها حاليا ولا الشركتان المنفذتان تقومان بأي أعمال إصلاح ويقع المواطن فريسة الإهمال. يقول محمد الجوهري احد شهود العيان علي انهيار الكوبري برافد جمصة ان الطريق ما بين بلقاس المنصورة والذي يطلق عليه الطريق الدولي يمتد إلي مدينة جمصة, شهد انهيار الكوبري الذي يمثل جزءا منه أمام قرية الأورمان التابعة لمركز طلخا, حيث انقلبت ثلاث سيارات علي الكوبري من النقل الثقيل وسقطت إحداها في الترعة, وقال: هول المنظر اصابنا بالرعب الامر الذي ادي إلي شلل مروري واستياء الاهالي. وقال محمد الزفتاوي مهندس, الطريق أصيب بالشيخوخة سريعا لسوء تنفيذه, وأضاف أنه علي الرغم من فرحة الأهالي بانشاء الطريق والذي كان يمثل حلما منذ عشرات السنين ليختصر المسافة إلي جمصة والي المحافظات المجاورة علي الطريق الدولي بقدر ماكانت صدمتنا شديدة عندما مرت خمس سنوات دون تسلم الطريق الذي أصيب بالشيخوخة مبكرا. وأضاف المهندس عماد شحاتة بهيئة الطرق ان الطريق سرعان ما حدثت به تشققات وذلك بعد مرور عامين فقط علي انشائه ليصبح من أسوأ الطرق علي مستوي الجمهورية بسبب الأحمال الضخمة علي طبقة الإسفلت. وتابع: كما حدث زحف لطبقات الرصف نتيجة الأحمال الزائدة علي الحمل التصميمي للطريق خاصة ان أسطول سيارات النقل الثقيل الذي يعمل في ميناء دمياط الجديد يتخذ من رافد جمصة وسيلة أساسية للانتقال إلي القاهرة وباقي المحافظات بالإضافة إلي أساطيل السيارات الخاصة بشركات البترول والسكر بمنطقة أبوماضي بالدقهلية. بينما قالت هناء السيد موظفة من أهالي إحدي القري بطلخا الحمدلله ان انهيار الكوبري حدث الآن قبل بدء موسم الصيف وإلا كانت الكارثة أكبر, مشيرة إلي ان هناك المئات من الطلاب الذين يسافرون يوميا علي هذا الطريق, وقالت ابني طالب بجامعة خاصة في جمصة ويسافر يوميا من المنيل التابعة لمركز طلخا الي جمصة وبعد انهيار الكوبري الذي تمر عليه السيارات الي جمصة اخشي علي ابني ورفاقه من السفر علي هذا الطريق. وأما عن حوادث الطريق فيؤكد الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعية ومقيم بقرية زنقر التي تقع علي ذات الطريق: حدث ولا حرج فأكثر الحوادث بالدقهلية تقع علي هذا الطريق خاصة في غياب الإنارة مما أدي إلي قيام الأهالي بإنشاء العديد من المطبات الصناعية غير المطابقة للمواصفات الأمر الذي يؤثر علي السيارات التي تستخدم هذا الطريق إلي جانب التسبب في انقلاب بعضها, حيث قامت الشركتان المنفذتان بتركيب أسوأ أنواع أعمدة الإنارة المصنوعة من الفيبر بدلا من الحديد المجلفن الأمر الذي جعل هذه الأعمدة عرضة للكسر والسقوط لدرجة إن المرحلة الأولي الممتدة من طلخا إلي كوبري عمار بطول نحو17.5 كيلومتر أصبح بها أكثر من60 عامودا محطما, مشيرا إلي أن وعدم وجود إضاءة ليلية في مسافة طويلة من المرحلة الثانية وعدم تشغيل إنارة المرحلة الثالثة يؤدي إلي وقوع حوادث يذهب ضحيتها آلاف الأبرياء سنويا. من جانبه, أمر المهندس حسام الدين أمام, محافظ الدقهلية, بسرعة البدء في إصلاح الهبوط الذي حدث في كوبري طريق رافد جمصة علي الطريق الدولي والذي أسفر عن إصابة سائق وسقوط سيارة نقل كانت تسير أعلي الكوبر وقت انهياره. وتفقد المحافظ موقع الجزء الذي هبط من الكوبري. واستدعي المحافظ لجنة هندسية من كلية الهندسة جامعة المنصورة وممثلي الهيئة العامة للطرق لمعاينة أساسات الكوبري وفحص حالته الإنشائية والكمرات الحاملة للكوبري. وطلب المحافظ بتركيب لوحات تحذيرية قبل وبعد الكوبري بمسافة200 متر من الناحيتين وكذا توفير وحدات إضاءة أسفل الكوبري للعمل طوال24 ساعة. وعقد المحافظ اجتماعا طارئا لمسئولي الشركتين وأعضاء اللجنة المشكلة لمعاينة الكوبري علي الطبيعة برئاسة الدكتور محمود المليجي نائب رئيس جامعة المنصورة. واستعرض الاجتماع المقترحات اللازمة لوضع حل آمن لحالة الكوبري. وقد أكد المحافظ تشكيل لجنة طوارئ حتي الانتهاء من إصلاح وصيانة الكوبري ومشاركة لجنة متخصصة من جامعة القاهرةوالمنصورة لأساتذة الهندسة بالجامعتين لإعداد تقرير شامل عن الوضع الإنشائي والفني للكوبري.
