حاربت كثيرا أعدائي لم أهزم منهم... حاربني ظلي... حاربني سيفي يا للعار تسلل في ظلمة ليل كي يسكن جنبي حاربني عقلي كيف الشريان تنكر يوما خادعني وغدا سكينا في قلبي ابني قد مات بسيف أخي وغدا سأموت بسيف أخي ملعون يا سيف أخي في كل كتاب ف التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن ملعون يا سيف أخي في كل زمان هذه بعض الكلمات الرائعة التي شدا بها الشاعر الرائع فاروق جويدة بعد حصار مخيم تل الزعتر الذي استمر55 يوما ثم اقتحامه وذبح3 آلاف فلسطيني بينهم مئات الأطفال والشيوخ والنساء واغتصاب مئات الفتيات عن طريق ميليشيات الكتائب اللبنانية الهمجية بقيادة بيبر الجميل وكميل شمعون وبمساعدة وإقرار القوات السورية أيام حافظ الأسد.1976 هذا المسلسل تكرر بنفس السيناريو تقريبا في مخيم صبرا وشاتيلا حيث قامت ميليشيا الكتائب أيضا بمجزرة بشعة للفلسطينيين بمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة شارون وقد جاوز عدد ضحايا المذبحة أكثر من ألفي ضحية.. وقد قامت قوات الكتائب بعمليات قتل واغتصاب بشعة للفتيات الفلسطينيات حيث إن بعض الفتيات اغتصب9 مرات وبعضهن11 مرة.. وقد صفت قوات الكتائب آلاف الرجال صفوفا في أماكن واسعة بالمخيم وأمطرتهم بالرصاص. وكما أن العرب والمسلمين والمجتمع الدولي صمتوا علي مذبحة تل الزعتر فقد صمتوا أيضا علي مذبحة صبرا وشاتيلا. إن العالم كله لم يتطهر بعد من المذابح التي جرت للاجئين الفلسطينيين في المخيمات.. ومعظم الذين قتلوا في المخيمات قتلوا بأيدي عربية.. حيث قال صلاح خلف أبو إياد نائب ياسر عرفات معبرا عن هذه الحقيقة المرة التي عاشها بنفسه ورآها واقعا مبكيا: لم أكن أتخيل يوما أن أكثر من نصف شهداء الثورة الفلسطينية سيسقطون بيد الأنظمة العربية إنها حقيقة مرة للغاية.. صحيح أن المنظمات الفلسطينية المختلفة ارتكبت أخطاء سياسية وعسكرية وإستراتيجية فادحة.. وكانت تريد أن تكون في كل مكان دولة مكان الدولة أو مع الدولة التي تستضيفها ولكن هذا كله لا يبرر تلك المذابح البشعة التي حدثت. واليوم تتجدد المأساة مع استيلاء داعش علي مخيم اليرموك الذي كان يعد أفضل مخيم فلسطيني في سوريا قبل اندلاع الثورة علي بشار الأسد.. وكانت هذه الثورة نكبة علي هذا المخيم وغيره من المخيمات الفلسطينية في سوريا التي كانت تعيش حياة صعبة ولكنها آمنة مطمئنة. لقد قامت قوات جماعة أكناف بيت المقدس التابعة لحماس بطرد قوات الجبهة الشعبية من المخيم.. ورغم ذلك قامت مع جبهة النصرة في تحقيق الأمن والأمان النسبي للمخيم وسط طوفان الصراعات في سوريا ونأت بالمخيم عن هذا الصراع ولم تدخله طرفا فيه رغم حصار الجيش السوري للمخيم عدة مرات إلا أنه لم يحاول اقتحامه. ومنذ قرابة الشهر بدأت داعش تحاصر المخيم ثم نجحت في اقتحامه والاستيلاء عليه بعد معارك عبثية وهزلية تدعو للرثاء مع قوات إسلامية أخري هي جبهة النصرة وأكناف بيت المقدس.. وأوسعت القتل والذبح في بعض السكان والميليشيات الأخري التي تناهضها وتنافسها. وإذا بالطائرات السورية تبدأ في إلقاء القذائف والبراميل المتفجرة علي أطراف المخيم.. ليعيش سكانه المساكين بين نارين وخيارين أحلاهما مر.. فلا يستطيعون المغادرة ولا يتحملون البقاء حيث لا طعام ولا شراب ولا أمان ولا علاج. وقد وصل عدد القتلي في المخيم الآن إلي أكثر من154 قتيلا بخلاف الجرحي والأسري. وكما ناشد الفلسطينيون العالم إنقاذ مخيم تل الزعتر أو صبرا وشاتيلا أو النهر البارد دون مجيب أو منقذ فإنهم اليوم يطالبون العرب والعالم كله أن ينقذوا مخيم اليرموك قبل أن تحل بهم كارثة ويصبح موطنا جديدا للذبح الداعشي البغيض. فهل سيترك العرب والمسلمون مخيم اليرموك في أيدي الدواعش كما تركوا من قبل مخيم تل الزعتر يسقط في أيدي الكتائبيين الذين ذبحوا الآلاف ؟ وهل يتركوه يسقط كما سقط مخيم صبرا وشاتيلا ؟ أم إنه كتب علي الفلسطيني أن يقتل ويذبح بيد الإسرائيليين تارة وبيد العرب نارة أخري؟؟؟؟؟؟؟! أليس في هذه الأمة نخوة لتدرك أنها جميعا لا تجيب مضطرا دعاها ولا تكشف ضرا أو مكروبا أصاب أخاها ؟! إن أمتنا تقاتل دوما في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ وبالطريقة الخطأ.. وتترك عدوها الحقيقي لتفتك بأشقائها وتدير صراعا عبثيا معهم وليس أدل علي ذلك من اهتمام داعش بالاستيلاء علي مخيم اليرموك والسيطرة عليه.. في حين أن هضبة الجولان مفتوحة أمامها بلا رقيب ولا حسيب.. ولكنها لا تريد تحرير القدس بل تريد ذبح المسلمين.. فهي لم تضرب حجرا علي إسرائيل. إننا نقول لداعش وكل من يسل سيفه علي إخوانه تاركا أعداءه: ملعون يا سيف أخي في كل كتاب في التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن ملعون يا سيف أخي في كل زمان.