حواره مع الأهرام المسائي بتأكيد دهشته لحجم التطور والتقدم الذي شهدته مصر خلال زيارته الأولي لها والتي أكد أنها لن تكون الأخيرة مشيرا الي أن انطباعه الأول ذهب به الي الاعتقاد بأن مصر دولة تنتمي الي دول العالم الأول وليست ضمن دول العالم الثالث كما تصنفها أدبيات التنمية.. وحول فرص التعاون بين دول حوض النيل كان هذا الحوار.. ** ماتقييمكم للدورة.. وهل تعتقد بفائدتها للعلاقات بين الشعبين؟! المبادرة المصرية لتنظيم دورة حوض النيل جيدة جدا, وذلك يرجع لكون زعيما الدولتين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي صديقان, وهو أمر معلوم ومعروف للجميع, كما أن الشعبين المصري والتنزاني يجب أن يكونا كذلك( أصدقاء) أيضا. والصداقة بين الشعبين وكذلك بين كل دول حوض النيل يمكن إنجازها وتحقيقها من خلال تنظيم مثل هذه الدورات الرياضية, فالشعبان المصري والتنزاني وسائر دول الحوض من الشعوب المحبة لكرة القدم, وفي مثل هذه المناسبات تتجمع الشعوب وتتقارب وما تؤكد هذا الأمر أنه وقت إقامة مباراة كرة القدم بين الفريقين المصري والتنزاني في بداية الدورة بالقاهرة كانت المباراة تذاع علي الهواء مباشرة في التليفزيون التنزاني, يشاهدها في الوقت نفسه مشجعون مصريون وتنزانيون في كلا البلدين وهو أمر له دلالته العميقة.. فهذا نوع من التوحد( لأسباب رياضية) أو هو اجتماع للشعبين علي مائدة الرياضة أو بالتحديد( الساحرة المستديرة), وكانت المباراة فرصة لكي يفكر فيها الشعبان في بعضهما البعض, ونحن سعداء جدا بهذا الحدث. ** هل يمكن لهذا الحدث الرياضي أن يكون قاطرة لتعزيز التعاون بين دول الحوض في باقي المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها؟ الدورة مبادرة طيبة من جانب مصر تهدف الي تعزيز العلاقات بين شعوب الحوض, وهي بهذا تحقق جانبا من التكامل بينهم, وأري أن مصر قدمت مساعدات كثيرة لدول حوض النيل, ولعلي أذكر علي المستوي الرياضي فقط أن مصر قدمت17 مدربا لفرق كرة القدم التنزانية, علما بأن تنزانيا بها3 فرق يمكن اعتبارها3 منتخبات, يعترف الفيفا بواحد منها فقط. أما الفرق الثلاثة فيرجع السبب في وجودها الي أن تنزانيا هي اتحاد بين دولتي تنجانيق وزنجبار وأول هذه و الفرق هو فريق( كلمنجارو) الذي يمثل تنجانيقا( الميدلاند), أما الفريق الثاني فهو فريق( زنزبار هيروز) ويمثل جزيرة زنجبار, والفريق الثالث وهو المنتخب المعترف به هو( تايفاستارز) التي تعني نجوم الشعب, وهو الفريق الذي يشارك في الدورة الحالية بالقاهرة. والفرقتان الأخريان تشاركان في مسابقات افريقية أخري أما في الدورات الكبري مثل دورة حوض النيل فيتصدي لها( تايفاستارز). **هل تعتقد بإمكانية تحقيق وحدة علي مستوي دول حوض النيل, توطئة لتحقيق وحدة أوسع وأشمل علي نسق الاتحاد الأوروبي أو اتحاد دول الآسيان أو غيرها من الاتحادات التي تتشكل هنا وهناك؟ المسألة تتوقف علي قرار من قادتنا وزعمائنا, فشعوبنا تحتاج الي مثل هذا التكامل والوحدة, وعلي قادتنا أن يبادروا بفتح الطريق لذلك, فبالإمكان البدء في برامج تبادل للبعثات التعليمية والرياضية, وغيرها بين دول الحوض تمهيدا أو كبداية لهذا التكامل علي أن تلي تلك الخطوة خطوات أخري؟ ** هل لدي وزارتكم في تنزانيا خطة بهذا المعني؟! هناك مقترحات مصرية وأخري تنزانية بهذا الخصوص لكنها تحتاج إلي مناقشات ومشاورات عديدة, تشمل تعزيز التعاون في جميع المجالات بين القاهرة ودار السلام علي المستوي الرياضي والثقافي والتبادل الشبابي والتعاون الإعلامي, ونسعي لتفعيل هذا الاقتراح حيث لاتوجد أي مشكلات من جانب مصر كما أن الاقتراح مرحب به من جانبنا ونحن جاهزون لتفعيله في أقرب وقت ممكن. ** هل تؤمن بوجود مؤامرة.. أو خطة غربية شريرة لإذكاء التوترات بين دول الحوض, وخلق مشكلات بينها لتفريقها وإضعافها بغرض تحقيق مصالح للغرب وإسرائيل علي وجه الخصوص؟! لا أعتقد في تلك النظرية, ولكني أثق في أن أحدا لايستطيع اختراق العلاقة بين مصر وتنزانيا علي وجه التحديد, لأنها علاقة قوية مبنية علي أسس سليمة, وقد اختارت مصر وكذلك تنزانيا هذه الصداقة بمحض إرادتهما, وإذا كان الشخص أو الدولة قد اختار أو اختارت أصدقاءها بعناية فليس هناك مجال علي الإطلاق للعداء بينهما مهما تآمر البعض عليهما ولامكان لأعداء أو متآمرين بين الأصدقاء الحقيقيين! ** وماذا عن المخططات الإسرائيلية, لبناء سدود في بعض دول حوض النيل بغرض المساس بالاتفاقيات الموقعة بشأن تقسيم مياه النيل بما يضر بدول المصب؟! لا أستطيع أن أتحدث في هذا الأمر لأن وزير الخارجية هو المعني به أكثر بحكم التخصص. ** وماذا عن المخططات الغربية لإعادة رسم الحدود وتقسيم بعض الدول في افريقيا ومنها السودان علي سبيل المثال؟! في الواقع أنا معني بالشئون الرياضية فقط, ومشاركتنا في البطولة جاءت تلبية لدعوة مصر ولتنفيذ التبادل الرياضي, ولاشك أن هذا التبادل يساعد علي تلاحم الشعبين المصري والتنزاني, أما التعليق علي أحداث مثل استفتاء جنوب السودان, فلا أنا ولا الحكومة في تنزانيا ولا أحد من المسئولين يمكننا التعليق عليه, ونحن نسعي حكومة ومسئولين إلي تجنب التعليق أو إبداء الرأي علي مثل تلك المشكلات حتي لاتتأثر علاقاتنا مع السودان بصورة سلبية. وكل ما استطيع قوله أنني أتمني أن يمر الاستفتاء علي تحديد مصير جنوب السودان بسلام.. فالسلام هو أهم هدف نسعي إليه في الوقت الراهن.