فيما بدأ اليوم وعلي مدي أسبوع قابل للتجديد الاستفتاء علي مصير جنوب السودان, وما إذا كان سيبقي جزءا من السودان الموحد أم سيتحول إلي دولة مستقلة. جدد الرئيس السوداني عمر البشير الالتزام بنتيجة استفتاء تقرير مصير الجنوب, أيا كانت. جاء ذلك خلال لقائه في الخرطوم أمس الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر, الذي أطلع البشير علي مشاركة' مركز كارتر' في الاستفتاء. ونوه كارتر الي أنه شهد خطوات ملموسة باتجاه اجراء الاستفتاء في جو من الطمأنينة والهدوء. في المقابل, أكد سلفاكير ميارديت النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب أنه لا بديل عن التعايش السلمي بين شمال السودان وجنوبه. وقال سلفاكير في تصريحات أدلي بها في جوبا أمس عشية الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان, إنه لا عودة الي الحرب. وأضاف عقب لقائه السيناتور الامريكي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي أن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة. من جهته, قال كيري إنه تلمس مضي السودان الي مرحلة جديدة, وأن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ستسعي مباشرة بعد اتمام عملية الاستفتاء الي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب, والمساعدة فيما يخص مسألة الديون علي السودان. وأضاف أن أمريكا ستعين بعد الاستفتاء سفيرين في حالة الانفصال أحدهما في الجنوب والاخر في الشمال. في الوقت نفسه, كشف ائتلاف' مراقبون بلا حدود' طرح عدد من أبناء جنوب السودان تسمية دولتهم الجديدة- في حال الانفصال- باسم دولة' جنوب السودان الشعبية' من بين أسماء مقترحة أخري هي' السودان الجديدة, جمهورية النيل, الجمهورية الاستوائية, جمهورية جنوب السودان'. ورصد ائتلاف مراقبون بلا حدود, في تقرير نشرته أمس صحيفة' الصحافة' السودانية علي موقعها الالكتروني أن أبناء الجنوب اتفقوا علي ضرورة الدعوة عقب انتهاء الاستفتاء لعقد مؤتمر دستوري قومي تشارك فيه كافة أحزاب الجنوب لإعداد دستور دائم ونظام عمل الدولة. وأشار الائتلاف إلي حظر كافة أعمال الدعاية والأنشطة السياسية عن الاستفتاء داخل السودان اعتبارا من أمس وحتي إعلان النتيجة النهائية. وميدانيا, لقي ستة أشخاص علي الاقل مصرعهم أمس في أشتباكات جرت بين ميليشيات مسلحة وجيش جنوب السودان. وذكر جيش جنوب السودان في بيان نقلته قناة العربية الفضائية أمس إن ميليشيات مسلحة شنت هجوما مضادا ردا علي الكمين الذي نصبه الجيش قبل يومين لمقاتلين موالين لزعيم الميليشيات جالوات جاي بولاية الوحدة بالجنوب. من ناحية أخري, قال علي كرتي وزير خارجية السودان إن المسئولين الفرنسيين تفهموا موقف السودان تجاه المحكمة الجنائية الدولية, ووافقوا علي إرسال لجنة قانونية إلي الخرطوم للنظر في هذا الموضوع. وأضاف كرتي- بعد لقائه أمس الأول الرئيس السوداني عمر البشير لاطلاعه علي نتائج زيارته الأخيرة لكل من فرنسا وإيطاليا وليبيا- أنه بحث مع المسئولين في باريس قضية المحكمة الدولية وإيواء فرنسا للمتمرد عبد الواحد محمد نور وموضوع الاستثمارات الفرنسية في السودان, وذكر أن الجانب الفرنسي وعد بأن ينظر إلي قضية متمردي دارفور نظرة جادة عقب استفتاء جنوب السودان. وحول زيارته لإيطاليا, قال كرتي إن الجانب الإيطالي تفهم موقف السودان حيال المحكمة الدولية, كما وعد الجانب الإيطالي بالعمل علي إدراج اسم السودان ضمن الدول التي سيتم الاستثمار فيها. وعن زيارته إلي ليبيا, قال علي كرتي إنه أبلغ الجانب الليبي أن عملية الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب ستتم في أجواء هادئة وأن العلاقات بين الشمال والجنوب ستشهد مزيدا من التعاون في المرحلة المقبلة.