أتمني منا جميعا أن نستحضر ما كتبناه وما نشرناه وما ذعناه خلال العامين الماضيين عن ذلك الموضوع وأن نسأل كيف تعاملنا وماذا فعلنا, وإلي أي مدي تعاملنا مع هذه القضية, علينا أن نتوقف بأمانة مع أنفسنا ولا أطالب أيا من الإعلاميين بأن يقول إجابته علي الهواء. كانت الصورة أمس الأول بقداس عيد الميلاد تثبت هذا التضامن المعروف عن المصريين في الأوقات الصعبة, وحتي نوقف الكلام غير المجدي عن هذا الموضوع أود أن أضع نقاطا يمكن أن ننطلق منها إلي مناقشات جادة, أولي هذه النقاط هي أنه ينبغي أن نخرج بدرس مما حدث, أو نتمني أن يكون خرج بهذا الدرس بعض الزملاء الإعلاميين الذين أصروا علي المشاركة في هذا الحدث إما بالمشاركة في برنامج الهواء أو الزيارة من خلال وفد جماعي, فما أتمناه أن يكون هذا الموقف أو تلك الزيارة هي تعبير عن موقف حقيقي وأصيل, موقف يعني الإدراك بما حدث من قبل و التأكيد علي عدم حدوثه مرة أخري. بعض هؤلاء الإعلاميين الذين يتحملون جزءا من الاحتقان الذي أصاب المجتمع والذي أصاب الوطن في الفترة السابقة, وهو أحد ردود الفعل علي هذا الحادث الإرهابي الذي حدث في الاسكندرية وهو إرهابي بالفعل بعض هؤلاء الإعلاميين هم الذين هللوا لحوادث من قبل أو نفخوا في نيران الفتنة, ومنهم من اعتمد علي تلك الموضوعات من أجل انتشار أكبر, أو زيادة توزيع أو نسبة مشاهدة أعلي, أتمني من كل هؤلاء الذين حرصوا علي زيارة الكاتدرائية أو علي الظهور في برنامج الهواء أن يكون ذلك بمثابة وقفة مع النفس لمراجعة ما فعلت, أتمني منا جميعا أن نستحضر ما كتبناه وما نشرناه وما ذعناه خلال العامين الماضيين عن ذلك الموضوع وأن نسأل كيف تعاملنا وماذا فعلنا, وإلي أي مدي تعاملنا مع هذه القضية, علينا أن نتوقف بأمانة مع أنفسنا ولا أطالب أيا من الإعلاميين بأن يقول إجابته علي الهواء, لكن أن يقولها مواجها نفسه إلي أي مدي ساهم فيما حدث, وإلي أي مدي كان صادقا في التعبير وفي اختيار الاتجاه الصحيح, ولا أتمني لأي من الإعلاميين من الذين حضروا القداس, أو وقفوا أمام الكاتدرائية أن يكون ذلك بالنسبة لهم حصانا خشبيا جديدا يمتطونه من أجل مجد شخصي, هذه دعوة للالتفاف حول هذا الوطن فلا أمجاد شخصية علي أرض وطن محروق, هذه دعوة للعودة إلي ما قدمناه لنعرف فيما أخطأنا وفيما أصبنا, حتي نتخذ القرارات الصحيحة من أجل مستقبل هذا الوطن.