سنوات طويلة مرت على بدء العمل فى مدينة أسوان الجديدة التى تقع فى غرب النيل على بعد 15 كيلومترا شمال المدينة العاصمة دون أن يلمس المواطن الأسوانى أى جديد، فالمدينة بطولها وعرضها وبمشروع إبنى بيتك الفاشل بكل المقاييس لا يسكنها سوى شخصين فقط. والمفاجأة أن المدينة بدأت ولاتزال حتى الآن بدون مياه شرب. المثير والعجيب أن الدولة ممثلة فى وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تهدد الذين حصلوا على قطع أراض بالمزاد العلنى بسحب هذه الأراضى، مالم يشرعوا فى البناء الجدى خلال فترة محددة، فكيف يبنى هؤلاء المنتفعون على أراضيهم، فى الوقت الذى يشترون فيه المياه بأسعار باهظة؟!. ويأمل المواطنون الحاصلون على أراضى البناء بالمنطقة فى أن تكون لزيارة الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق الأخيرة للمدينة نتائج إيجابية لحل مشاكلهم، خاصة بعد أن تعهد الوزير بتشغيل محطة مياه الشرب التى تفقدها خلال هذا الشهر. يقول المهندس حسين الناظر أحد المنتفعين إن فكرة إنشاء مدينة أسوان الجديدة فى حد ذاتها تهدف للتوسع العمرانى فى غرب النيل بأسوان للخروج من الوادى الضيق ، وهو مايحتاج إلى تخطيط جيد تتلافى خلاله الدولة عيوب العشوائيات التى تنامت كالورم السرطانى فى جسد المدينة. ويكشف الناظر عن أنه تعاقد مع جهاز المدينة فى عام 2003 وتم تسليمه مساحة 485 مترا فى عام 2010. وبعد ثورة 25 يناير 2011 وفى ظل الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد لم يكن هناك أمن بالمدينة على الإطلاق علاوة على عدم توصيل المياه، الأمر الذى تسبب عزوف الجميع عن البناء خوفا من السرقات، ويقول مع هذا التزمنا بسداد الأقساط حتى القسط الرابع، حيث فوجئنا الآن بصدور قرار بسحب الأرض فى حالة عدم الجدية فى البناء. فكيف لنا أن نبنى والمدينة أساسا بلا مياه شرب أو مرافق أو أمن يحمينا. ويضيف رمضان عوض الله منتفع آخر من الحاصلين على قطعة أرض بالمزاد العلنى إن فنطاس المياه الواحد سعره 75 جنيها والمرافق أساسا غير مكتملة ولاتوجد أى خدمات تشجع حتى الآن على السكن بالمدينة، ويطالب عوض الله بمد فترة السماح لسداد الأقساط وإلغاء القرار الذى يهدد بسحب الأراضى فى حالة عدم جدية البناء لحين توفير مياه الشرب والمرافق الأخرى، وخلال جولة "الأهرام المسائي" فى المدينة رصدنا حالة الصمت التام فى شوارعها التى لم تكتمل ، فى الوقت الذى ارتفعت فيه مبانى مشروع "ابنى بيتك" وكذا الإسكان الاجتماعى وجامعة أسوان ولكن بلا سكان، كما رصدنا مدرسة التجريبية بلا مياه شرب، ومركزا للتنمية الرياضية تم افتتاحه وتكلف ملايين الجنيهات ليغلق بعدها ب "الضبة والمفتاح" لعدم وجود رواد ولعدم وجود مياه أيضا. وبعيدا عن هذه الأزمة وتلك المدينة التى تسكنها الأشباح كان وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى قد تفقد أعمال المدينة منذ اسبوعين، حيث تعهد الوزير بتشغيل المرحلة الأولى لمحطة مياه الشرب فى نهاية هذا الشهر وهى المحطة التى ستعمل بطاقة 25 ألف متر مكعب فى اليوم وتكلفت 120 مليون جنيه. من جانبه قال المحافظ اللواء مصطفى يسرى إن مدينة أسوان الجديدة تمثل نقلة حضارية غير مسبوقة لأهالى المدينة العاصمة للخروج من الوادى الضيق ولتنمية الجزء الغربى لها، وأضاف أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمحطة مياه الشرب بتكلفة 120 مليون جنيه، وبطاقة 25 ألف متر مكعب فى اليوم، كما سيتم الانتهاء من المرحلة الثانية وبنفس القدرة، ولكن بتكلفة 75 مليون جنيه خلال العام المالى 2015-2016.