كتبت شيماء جلهوم- الصحفية الشابة بجريدة الوطن- علي صفحتها علي الفيس بوك أن من دواعي سعادتها في يوم المرأة العالمي يوم8 مارس اتصال تليفوني من الأستاذ محمد عبد القدوس يسأل عن أخبارها وأحدث موضوعاتها, هذا هو محمد عبد القدوس الذي لم ينفصل عن الأجيال الصحفية المختلفة يحترم الكبير ويتواصل مع الجميع, لايعرف التعصب لتيار أو اتجاه سياسي, منحه الله قلبا محبا وعقلا يتسع للمختلفين, لذا لم يكن غريبا حصوله علي أعلي الأصوات في انتخابات نقابة الصحفيين عدة مرات, أتذكر جيدا حماسه الشديد للزميلات اللاتي خضن انتخابات نقابة الصحفيين نور الهدي سعد العربي الناصري- وبهيجة حسين الأهالي-,وعبير سعدي الأخبار-يوميا يتصل بي يوصيني عليهن بنفس الحماس لايشغله الانتماء السياسي- مايهمه المهنة-عندما فاز شباب المصري اليوم بجوائز دبي للصحافة, اقام حفلا لتكريمهم في النقابة, اتصل يدعوني للحفل فطلبت منه تكريم زميلتنا صفاء صالح أيضا-لحصولها علي جائزة سمير قصير عن تحقيق, بنات التبغ, ووقتها كانت تعمل بجريدة الاسبوع وبالفعل تم تكريمها, حرص علي دعوة أسر الصحفيين ليروا ويعيشوا فرحة أبنائهم, وعندما صدرت جريدة العالم اليوم- جريدة اقتصادية تصدر يوميا- وكانت تجربة جديدة, احتفل بميلاد الصحيفة الجديدة مع مؤسسيها وصحفييها كان ذلك داخل نقابة الصحفيين, وعندما صدرت جريدة الأسبوععام1997 أقام حفلا داخل منزله بالزمالك دعا إليه عدد كبير من الكتاب والصحفيين. مواقف كثيرة لاتسعفني الذاكرة لسردها, محمد عبد القدوس لو شاء لكان علي رأس أكبر المؤسسات الصحفية وهو حفيد مؤسسة وصاحبة روزاليوسف وابن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس صديق السادات ورئيس مجلس إدارة الاهرام سابقا-لكنه اختار أن يكون مدافعا عن الحرية ورئيسا للجنة الحريات التي أسسها واستمر فيها مايزيد علي25 عاما, اشتهر بميكروفونه سلاحه يهتف به أمام سلالم النقابة التي تحولت بفضله إلي ملاذ وقبلة لأصحاب المظالم. بعد مايزيد علي ربع قرن ممثلا للصحفيين في مجلس النقابة قرر عبد القدوس ألا يترشح وغاب ربما للمرة الأولي عن اجتماع الجمعية العمومية للصحفيين يوم الجمعة6 مارس لم أشاهده وسط الجموع, وشعرت أن هناك شيئا مختلفا, جمعية عمومية بدون عمنا عبد القدوس تفتقد للكثير. محمد عبد القدوس الذي كان يزور الصحفيين داخل جرائدهم دون أن يكون ذلك مرتبطا بالجولات الانتخابية, أصدر بيانا يساعد الصحفيين علي الاختيار الجيد لمن يمثلهم في مجلس النقابة بين المرشحين خاصة أن عددا ليس قليلا منهم غير معروف. البيان الذي يمكن عنونته دليل الصحفي لاختيار من يمثله جاء فيه: من واقع خبرتي بالعمل النقابي, أضع أمام زملائي مواصفات النقابي الجيد الجدير بالحصول علي صوتك. 1- أن يكون ناجحا في عمله الأساسي, وأثبت وجوده فيه أولا. 2- أن يكون لديه وقت كاف لخدمة زملائه. 3- أن يعتبر نقابة الصحفيين ملكا لكل أبنائها من حملة الأقلام. وأن يضع نفسه فوق كل الانتماءات في خدمة الجميع ولاتقتصر علاقاته علي تيار معين. 4- أن يكون متواصلا مع الصحفيين في مختلف المؤسسات الصحفية ويذهب إليهم في أماكن عملهم ولاينتظر أن يأتوا إليه في النقابة. 5- أن يكون لديه القدرة علي الخدمة العامة. 6- أن يكون واسع الصدر يتحمل النقد,متواصلا مع الجميع ابتداء من كبار الصحفيين حتي أصغر محرر, ويستطيع أي صحفي الوصول إليه بسهولة. هذه هي مواصفات من يصلح لتمثيل الصحفيين لا التمثيل عليهم, ونشهد الله انها توفرت في عمنا محمد عبد القدوس الذي سنسعد بوجوده بيننا في الجمعية العمومية المقبلة الجمعة20 مارس وبعد الإنتخابات واختيار النقيب وال6 أعضاء سنحتفل بعطاء محمد عبد القدوس النقابي.